دراسة أمريكية: البيئة الساحلية قد تساهم في إطالة العمر مقارنة بالمناطق الداخلية
كشفت دراسة حديثة أعدّها باحثون من جامعة ولاية أوهايو (The Ohio State University)، أن العيش بالقرب من المياه – خاصة المحيطات – قد يكون مرتبطًا بزيادة متوسط العمر المتوقع، بينما لا تنطبق هذه الفوائد بالضرورة على من يسكنون بالقرب من أنهار أو بحيرات داخلية في المدن.
بحسب الدراسة المنشورة في مجلة Environmental Research، حلل الباحثون بيانات سكانية من أكثر من 66 ألف منطقة إحصائية في الولايات المتحدة، وقارنوا متوسط العمر المتوقع بناءً على القرب من المسطحات المائية.
وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يعيشون على بُعد حوالي 30 ميلاً (48 كم) من سواحل المحيط أو الخليج، يتمتعون بفرصة أعلى للعيش فترة أطول من أولئك القاطنين قرب مياه داخلية.
اقرأ أيضًا: دراسة تحذر: تلوث الهواء مرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالخرف بنسبة 17%
كيف تؤثر البيئة على العمر؟
وفي تفسيره للنتائج، أوضح الباحث الرئيسي جيانيونغ "جيمي" وو، الأستاذ المساعد في علوم الصحة البيئية بجامعة ولاية أوهايو، أن سكان المناطق الساحلية يُتوقع أن يعيشوا عامًا، في حين أن أولئك الذين يعيشون في مناطق حضرية قريبة من أنهار وبحيرات داخلية من المرجح أن يكون متوسط أعمارهم أقرب إلى 78 عامًا.
وبيّن أن سكان السواحل يعيشون لفترة أطول على الأرجح نتيجة مجموعة من العوامل المترابطة.
الدراسة تشير إلى أن العوامل البيئية مثل اعتدال درجات الحرارة، وتحسن جودة الهواء، وتوفّر وسائل الترفيه والنقل، والدخل المرتفع، تساهم في تحسين فرص العيش لفترات أطول في المناطق الساحلية مقارنة بالمناطق الداخلية.
وفي المقابل، تزيد معدلات التلوث والفقر ومحدودية الأنشطة البدنية الآمنة وخطر الفيضانات في المناطق الحضرية القريبة من الأنهار والبحيرات.
كما أضافت ياني كاو، الباحثة المشاركة في الدراسة: "من جهة أخرى، من المحتمل أن تكون التلوث، والفقر، وقلة الفرص الآمنة لممارسة النشاط البدني، وزيادة خطر الفيضانات هي العوامل المحركة لهذه الفروق".
وأشارت الدراسة إلى أن المناطق الساحلية تسجل عددًا أقل من الأيام شديدة الحرارة، ودرجات حرارة قصوى منخفضة مقارنة بالمناطق القريبة من المياه الداخلية، وهو عامل مؤثر في طول العمر.
جيانيونغ أفاد بأن الفكرة بدأت من ملاحظة أبحاث سابقة تربط بين القرب من المياه والصحة العامة مثل النشاط البدني الأفضل، وانخفاض معدلات السمنة، وتحسن صحة القلب، مما أثار تساؤله حول وجود صلة محتملة بين "الفضاء الأزرق" وطول العمر، والاختلافات بين أنواع المناطق السكنية.
