دراسة: الانفصال العاطفي يُنشّط مناطق الصدمة في الدماغ
أثبتت دراسة علمية نُشرت في Journal of Affective Disorders أن الانفصال عن الشريك قد يُثير نشاطًا دماغيًا في مناطق مسؤولة عن الذاكرة العاطفية والكشف عن التهديدات، تحديدًا الحُصين (Hippocampus) واللوزة الدماغية (Amygdala). الدراسة شملت 94 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، وأظهرت أن مشاهدة صور الشريك السابق سواء كانت شخصية أو رمزية تُنشّط نفس المناطق التي تنشط لدى من تعرّضوا لاعتداء جسدي.
وركّز الباحثون، بقيادة A.S.J. Van der Watt، على شريحة من الشباب الذين وصفوا الانفصال بأنه التجربة الأكثر إيلامًا في حياتهم، ووجدوا أن استجاباتهم العصبية لم تختلف كثيرًا عن أولئك الذين مرّوا بتجارب صادمة موثقة وفق معايير DSM-5، ما يفتح باب التساؤلات حول مدى تأثير العلاقات العاطفية على الصحة النفسية في هذه المرحلة العمرية.
ما علاقة الصور بالألم العاطفي؟
خلال تجربة التصوير بالرنين المغناطيسي (fMRI)، عُرضت على المشاركين مجموعة من الصور، من بينها صور لشركائهم السابقين، إلى جانب صور محايدة وأخرى إيجابية أو صادمة. واتضح أن أولئك الذين خاضوا تجربة انفصال مؤلمة أظهروا نشاطًا مفرطًا في الحُصين واللوزة الدماغية عند رؤية صور شركائهم، تمامًا كما حدث مع مجموعة تعرّضت لصدمات بدنية.
كما كشفت الدراسة أن طبيعة الانفصال تلعب دورًا حاسمًا في هذه الاستجابات، إذ كان النشاط الدماغي أقوى لدى من لم يبادر بالانفصال، أو شعر بالخيانة، أو ما زال يحتفظ بمشاعر إيجابية تجاه العلاقة السابقة. ولم تُظهر قشرة الإنسولا Insula المسؤولة عن إدراك الألم والوعي الجسدي نتائج ثابتة عبر جميع المشاركين، ما يشير إلى أن التأثير العاطفي أكثر عمقًا في الذاكرة والانفعال.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: كثرة استخدام الإيموجي قد تؤدي إلى الانفصال العاطفي!
تأثير التجارب العاطفية على الدماغ
أظهرت النتائج أن نمط التعلّق العاطفي، وتاريخ الإهمال في الطفولة، قد يُشكّل فروقات في طريقة استجابة الدماغ للانفصال العاطفي. وخلص الباحثون إلى أن انحلال العلاقات العاطفية (RRDs) يجب أن يُؤخذ على محمل الجد بوصفه تجربة "قد تكون صادمة نفسيًا"، لا سيّما إذا رافقتها مشاعر الفقدان العميق أو الخيانة أو غياب الدعم الاجتماعي.
ورغم أن الدراسة أُجريت على شريحة محدودة من الشباب، فإنها تضع الأساس لفهم أوسع لتأثير العلاقات العاطفية على الصحة النفسية، وتشير إلى أهمية تضمين هذا النوع من الصدمات في خطط الدعم النفسي والعلاجي، خاصة في المجتمعات الشبابية التي تُبني فيها الهوية العاطفية.
