هل تسبب السوائل الإلكترونية تشوهات للجنين؟
في مفاجأة علمية لم تكن في الحسبان، كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة PLOS One أن التعرض في الرحم لبخار السجائر الإلكترونية، حتى دون نيكوتين، قد يؤدي إلى تغيرات واضحة في شكل جمجمة الجنين.
الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة أوهايو، استخدمت نموذجًا تجريبيًا على الفئران، لتقييم التأثيرات المحتملة للسوائل الإلكترونية المكوّنة من مادتي "البروبيلين غلايكول" و"الغليسرول النباتي" — وهما عنصران أساسيان في غالبية منتجات الفيب.
في التجربة، تم تعريض إناث الفئران الحوامل لبخار الفيب لمدة أربع ساعات يوميًا، خمس مرات في الأسبوع، على مدار فترة الحمل البالغة 20 يومًا. وقُسمت العينات إلى ثلاث مجموعات: مجموعة استنشقت هواءً نقيًا، وأخرى تعرضت لخليط بنسبة 50/50 من المادتين، بينما تعرضت الثالثة لمزيج بنسبة 30% بروبيلين و70% غليسرول، وهو المزيج الذي يُعد "أكثر أمانًا" وفق معايير الصناعة.
لكن النتائج كانت صادمة: المجموعة التي تعرضت للمزيج "الآمن" شهدت تغيرات واضحة في شكل جمجمة المواليد إذ ظهرت جمجمتهم أضيق وأقصر من الطبيعي، مع انخفاض طفيف في الوزن.
ما الفرق بين تركيبات الفيب المختلفة؟
المثير للاهتمام في الدراسة أن التركيبة التي يُروج لها على أنها أكثر أمانًا — وهي مزيج 30/70 — كانت الأكثر تأثيرًا على شكل جمجمة الجنين، مقارنة بالمزيج الأعلى في محتوى البروبلين (50/50) أو الهواء النقي. وأوضح البروفيسور جيمس كراي، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن التوقعات كانت بأن النسبة الأعلى من البروبلين ستسبب التأثير الأكبر، لكن العكس هو ما حدث تمامًا.
وأضاف أن هذه التغيرات في بنية الجمجمة تُحاكي بعض التشوهات التي تُلاحظ لدى الأطفال، بما في ذلك الضيق في عرض الوجه وتراجع طفيف في نمو الرأس. كما أظهرت الفئران المولودة انخفاضًا عامًا في الوزن، رغم بقائها ضمن النطاق الطبيعي لعمرها.
اقرأ أيضًا: دراسة: السجائر الإلكترونية أكثر فاعلية من العلكة واللصقات للإقلاع عن التدخين
لماذا تشكل النتائج مصدر قلق للحوامل؟
ما يضاعف من خطورة هذه النتائج أن غالبية مستخدمي الفيب من فئة الشباب واليافعين، وهي الفئة العمرية نفسها التي تمثّل سن الإنجاب. ومع إدراك أن تشكل الجمجمة يحدث في مراحل مبكرة من الحمل، فقد تكون المرأة عرضة لتأثير هذه المركبات دون علمها بوجود حمل أصلًا.
وأكد كراي أن هذه الدراسة رغم صغر حجمها، تُشكل "تحذيرًا واضحًا" من أن منتجات الفيب الخالية من النيكوتين ليست آمنة بالضرورة. وأضاف: "ما زلنا نعرف القليل عن التأثيرات البيولوجية للسوائل الإلكترونية، وعلينا أن نولي اهتمامًا أكبر لمكوناتها حتى في غياب النيكوتين".
