العلاج بالموسيقى يدخل عالم السكري: كيف تؤثر الترددات الصوتية في الجسم؟
في الوقت الذي تُعرف فيه الموسيقى بتأثيرها الإيجابي على الحالة النفسية والمزاج، كشفت دراسة إلى أن الاستماع لأنواع معينة من الموسيقى قد يُساهم في خفض مستوى سكر الدم لدى مرضى السكري، من خلال تحفيز إفراز الإنسولين، وذلك وفقًا لموقع indianexpress.
ووفقًا للدكتورة سونالي شيفاجي كاغني، استشارية الغدد الصماء في مستشفى Sir HN Reliance ، فإن الموسيقى تُحرّك الجهاز العصبي والهرموني بطرق متشابكة، وتُساعد على إطلاق عدد من النواقل العصبية والهرمونات، مثل الدوبامين، المرتبط بالشعور بالمكافأة والتحفيز، والإندورفين، الذي يُحسن المزاج ويعمل كمسكن طبيعي.
توضح كاغني أن الاستماع لألحان مفضّلة يؤدي إلى انخفاض هرمون الكورتيزول، المعروف بتأثيره السلبي عند ارتفاعه المزمن، لا سيما لدى مرضى السكري.
وتضيف أن هذا الانخفاض في التوتر قد يُعزز بدوره التوازن الهرموني، ويُحسن أداء الجسم في تنظيم مستويات السكر.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف ثلاثي الوقاية من مرض السكري
تجارب تكشف استجابة للذبذبات الصوتية
وأشارت كاغني إلى تجربة علمية استخدم فيها الباحثون خلايا صناعية مصممة (designer cells) تستجيب للمحفزات الصوتية، إذ تم زرع هذه الخلايا في منطقة البطن لدى فئران تجارب، فاستجابت لترددات صوتية محددة، مثل 50 هرتز، بإفراز كميات ملحوظة من الإنسولين.
وقد أظهرت النتائج أن مقطوعات روك محددة حفّزت استجابة إنسولين بلغت 70٪ خلال أول 5 دقائق، واستكملت الإفراز بالكامل خلال 15 دقيقة، وهو ما يُقارن بالاستجابة الطبيعية للغلوكوز في أجسام الفئران السليمة.
سلطت التجربة الضوء على علاقة محتملة بين المؤثرات الصوتية وتنظيم الغدد الصماء، ما يفتح بابًا أمام التفكير في إدماج العلاج بالموسيقى كوسيلة داعمة ضمن برامج السيطرة على السكري.
وفي ضوء هذه المعطيات، يرى الباحثون أن الموسيقى قد لا تكون علاجًا قائمًا بذاته، لكنها قد تُمثّل مكملًا علاجيًّا فاعلًا، خاصة لدى المرضى الذين يُعانون من ارتفاع الضغط النفسي، أو صعوبة في الاستجابة للعلاج الدوائي وحده. وتبقى الأهمية في الربط بين الصحة النفسية والتوازن الهرموني، في ظل تصاعد التوجهات نحو العلاجات التكميلية في مواجهة الأمراض المزمنة.
