كيف تؤثر نظرتك للموت على سلوكك؟ التأمين على الحياة يكشف الإجابة
أظهرت دراستان أن الأشخاص الذين تُقيّمهم شركات التأمين على الحياة بأن لديهم خطرًا أعلى للوفاة، غالبًا ما يظهرون سلوكيات تتسم بالاندفاع، وقلة التخطيط طويل المدى، وضعف الالتزام والانضباط. هذه النتائج جاءت بعد تحليل بيانات مئات الأفراد الحاصلين على بوالص تأمين فردية في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: فقدان الوزن السريع قد يزيد خطر الوفاة المبكرة
اعتمد الباحثان آرون لوكاشيفسكي وجوزيف مانسون في دراستهما التي نُشرت في مجلة Evolution and Human Behavior على نظرية في علم النفس التطوري، مفادها أن الاستثمار في الأهداف بعيدة المدى لا يكون منطقيًا إلا حين يتوقّع الفرد أن يعيش بما يكفي ليجني ثمار هذا الاستثمار. لذا، من يعيش في بيئة صحية ومستقرة قد يتبنّى ما يُعرف بـ"استراتيجية الحياة البطيئة" التي تتمثل في التفكير المستقبلي، وتقليل المخاطر، والتخطيط طويل الأمد.
في المقابل، من يشعر بأن حياته مهددة أو قصيرة الأفق، يميل إلى ما يُعرف بـ"استراتيجية الحياة السريعة"، أي التركيز على المكاسب الفورية.
شارك في الدراسة الأولى 273 شخصًا حصلوا على تأمينات حياة خلال السنوات الخمس الماضية، بينما شملت الثانية 402 شخص خضعوا لفحوصات طبية ضمن تقييم الخطر التأميني. وكشفت النتائج أن من صُنّفوا ضمن فئة "الخطر العالي" أظهروا:
- مستويات أعلى من الاندفاع.
- اهتمامًا أقل بالعواقب المستقبلية.
- انخفاضًا في مستوى الانضباط الذاتي.
- ميلًا أكبر إلى العلاقات قصيرة الأمد.
وقد تم تصنيف المشاركين إلى ثلاث فئات: منخفضة، ومتوسطة، وعالية الخطورة، بالاستناد إلى معايير تأمينية موحدة تشمل السن، والوضع الصحي، والتاريخ العائلي، وسلوكيات نمط الحياة.
إدراك الذات للخطر لا يطابق الواقع
اللافت في الدراسة أن تقديرات المشاركين الذاتية لاحتمالية وفاتهم لم تتطابق مع التصنيف الفعلي من شركات التأمين. ورغم ذلك، فإن تلك التقديرات الذاتية ارتبطت بسلوكيات مشابهة، خصوصًا لدى من نشؤوا في بيئات صعبة أو فوضوية في طفولتهم، ما يشير إلى أن تجربة الحياة قد تُشكّل تصورنا عن المستقبل أكثر من المؤشرات البيولوجية نفسها.
رغم قوة النتائج، أشار الباحثان إلى أن الدراسة ترابطية، ولا يمكنها إثبات أن خطر الوفاة المرتفع هو الذي يُسبب سلوكيات الحاضر، أو العكس. كما أن نماذج تقييم الخطر لدى شركات التأمين تبقى ملكية خاصة، ولا يُعرف بالضبط ما هي العوامل الأكثر تأثيرًا في التقييم النهائي.
