هل يرتبط تساقط الشعر بتناول الكرياتين؟ دراسة جديدة تكشف الحقيقة
يحظى "الكرياتين Creatine" كمكمل غذائي في أوساط اللياقة البدنية بشعبية كبيرة ، وبالرغم من ذلك فإن هناك شائعات متكررة تربطه بتساقط الشعر أثارت مخاوف كثيرة بين الرياضيين. الآن، حسمت دراسة علمية حديثة هذا الجدل، وأكدت أن "الكرياتين" لا يؤدي إلى تساقط الشعر، لتصبح أول دراسة مباشرة تختبر تأثير المكمل على صحة بصيلات الشعر.
إليك أهم مصادر الكرياتين الطبيعية والمصنوعة لتقوية جسدك
هل يتسبب الكرياتين في تساقط الشعر؟
بدأت المزاعم حول علاقة "الكرياتين" بتساقط الشعر منذ عام 2009، بعد دراسة نشرتها مجلة Clinical Journal of Sports Medicine، أجريت على 20 لاعبًا للرجبي. تناول اللاعبون جرعات عالية من "الكرياتين مونوهيدرات" مع الجلوكوز لمدة 14 يومًا. وقد لوحظ ارتفاع بنسبة 56% في مستوى "دي إتش تي DHT"، وهو مشتق من التستوستيرون يُعتقد أنه يساهم في انكماش بصيلات الشعر وفقدانه.
لكن هذه النتائج، رغم انتشارها الواسع، لم تؤكد وجود علاقة سببية مباشرة بين "الكرياتين" وتساقط الشعر، لا سيما وأن مستويات "DHT" بقيت ضمن النطاق الطبيعي، وهو ما أكده الأطباء والباحثون لاحقًا.
دراسة علمية حديثة تنسف العلاقة بين "الكرياتين" وتلف الشعر
في دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة Journal of the International Society of Sports Nutrition، قام الباحثون بإجراء تجربة مزدوجة التعمية لمدة 12 أسبوعًا شملت 38 رجلًا من ممارسي تمارين المقاومة. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، الأولى تناولت "الكرياتين مونوهيدرات" بجرعة 5 جرام يوميًا، والثانية تناولت مادة بديلة (مالتوديكسترين) بنفس الجرعة.
تابع الباحثون مستويات الهرمونات ذات الصلة مثل "DHT" و"التستوستيرون"، إضافة إلى مؤشرات صحة الشعر ونموه. وكانت النتيجة أن الدراسة لم تجد أي فروقات تُذكر في نسب الهرمونات أو في حالة الشعر بين المجموعتين.
دراسة تكشف السبب وراء تساقط الشعر وتفتح آفاقًا لعلاج محتمل
الكرياتين بريء من تهمة الصلع.. لكن الحذر واجب
الدراسة تُعد الأولى من نوعها التي تفحص بشكل مباشر العلاقة بين "الكرياتين" وصحة الشعر، وقد أظهرت أن المكمل لا يؤثر على مستويات الهرمونات المسببة للصلع، ولا يغيّر من حالة بصيلات الشعر.
لكن، لا يمكن تجاهل بعض الحالات الفردية التي أبلغت عن تساقط الشعر عند استخدام "الكرياتين"، وهو ما قد يرتبط بعوامل أخرى مثل الوراثة أو مشكلات صحية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو داء الثعلبة.
في النهاية، يُنصح بمراجعة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض غير معتادة، فاستجابة الأجسام للمكملات تختلف من شخص إلى آخر.
