اكتشاف علمي جديد قد يكون مفتاحًا لعلاج تساقط الشعر
في خطوة قد تحدث ثورة في مجال طب الشعر، أعلن فريق من الباحثين عن اكتشاف جديد يتعلق بآلية بيولوجية كامنة في أجسامنا، قد تسهم بشكل كبير في علاج تساقط الشعر.
الاكتشاف لا يقتصر فقط على فهم سبب وجود الشعر الطويل لدى البشر، بل قد يشكل أيضًا نقطة انطلاق لعلاجات مبتكرة لمشكلة يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم، وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وعلى الرغم من أن الشعر الطويل على فروة الرأس يعد سمة نادرة في مملكة الحيوان، إلا أن العلماء لا يرون أن هذه القدرة فريدة من نوعها للبشر فقط، فبعض الثدييات، مثل الأسود الذكور، تمتلك القدرة على نمو الشعر الطويل.
وتستعرض الدراسة التي أجراها باحثون من "جامعة بنسلفانيا" و"جامعة كاليفورنيا" و"جامعة تايوان الوطنية"، تطور الشعر الطويل لدى البشر، ووفقًا للباحثين، فإن الشعر الطويل في الإنسان ظهر لأول مرة في إفريقيا الاستوائية منذ حوالي 300 ألف عام، وكانت له وظيفة أساسية في حماية الرأس من حرارة الشمس الحارقة.
كما أشاروا إلى أن الشعر الطويل المجعد كان يعمل كدرع طبيعي ضد الظروف القاسية، ومع مرور الوقت، أصبح الشعر الطويل في البشر رمزًا للصحة والنضج الجنسي والمكانة الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: هل يؤدي ارتداء القبعات إلى تساقط الشعر؟
البشر يشاركون الثدييات الأخرى نفس الآلية البيولوجية
وفيما تمتلك العديد من الثدييات القدرة على نمو الشعر الطويل، لكن ذلك يحدث فقط في ظروف معينة، وحسب الدراسة، فإن بعض الرئيسيات، مثل قرود البابون وإنسان الغاب، تمتلك أيضًا هذه القدرة، مما يشير إلى أن الآليات البيولوجية لنمو الشعر هي نفسها بين الأنواع، وهذا يدعم فرضية وجود "مفتاح جزيئي"، يمكن أن يحفز الانتقال من الشعر القصير إلى الطويل في ظروف بيئية معينة.
ووفقًا للباحثين، فإن أسلاف البشر كانوا يمتلكون هذا المفتاح الجزيئي بشكل كامن داخل بيولوجيتهم، لكن لم يتم تنشيطه إلا عندما استوفت ظروف بيئية وبيولوجية معينة، مثل التكيف مع المشي المنتصب على القدمين.
وهذا يعزز الفكرة بأن التعديلات الجينية التي حدثت في الماضي، كانت هي السبب وراء ظهور الشعر الطويل في البشر، بدلاً من تطور آلية جزيئية جديدة تمامًا.
وقد يحمل هذا الاكتشاف أملاً كبيرًا لأولئك الذين يعانون من تساقط الشعر، إذ يمكن أن يساعد في فهم العوامل البيولوجية التي تؤثر في نمو الشعر وتحفيزه.
ووفقًا للبروفيسور "سونج جان لين"، المعد المشارك من "جامعة سنغافورة"، فإن هذه الدراسة تظهر أن المخطط الجزيئي لنمو الشعر الطويل كان موجودًا دائمًا في الجسم البشري، لكنه كان في حالة "صامتة" حتى تنشط في ظروف معينة.
