دراسة: الدهون البنية تؤخر الشيخوخة وتعزز الأداء الرياضي

كشف فريق بحثي من كلية الطب بجامعة روتجرز في نيوجيرسي عن أدلة تشير إلى أن الدهون البنية، وهي نوع فريد من الدهون يعمل على حرق السعرات الحرارية بدلاً من تخزينها، قد تكون عاملاً رئيسًا في تعزيز الأداء الرياضي ودعم الشيخوخة الصحية.
الفرق بين الدهون البنية والدهون البيضاء
وتتميز الدهون البنية بخصائص مغايرة تمامًا للدهون البيضاء التي تتراكم في الجسم، حيث تحتوي الدهون البنية على نسبة عالية من الميتوكوندريا، والتي تعد بمثابة محطات طاقة صغيرة في الخلايا، تعمل على توليد الحرارة بدلاً من تخزين الطاقة، وهذه الميتوكوندريا تمنح الدهون البنية لونها الداكن وخصائصها الأيضية الفريدة.
بينما يولد الأطفال بكميات كبيرة من الدهون البنية لتنظيم حرارة أجسامهم، فإن البالغين يحتفظون بكميات أقل، تتركز أساسًا في مناطق مثل الرقبة والكتفين.
دور الدهون البنية في تحسين الصحة
ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة "Aging-US"، أظهرت الأدلة أن الدهون البنية تسهم في الوقاية من مشكلات صحية عديدة، مثل السمنة، السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد استند الفريق البحثي بقيادة البروفيسورة دوروثي إي فاتنر إلى تجارب علمية ركزت على سلالة من الفئران التي تفتقر إلى بروتين RGS14.
اقرأ أيضًا: كم تحرق من السعرات الحرارية عندما لا تفعل شيئاً؟
نتائج الدراسة على الفئران
وأظهرت الفئران التي تفتقر إلى هذا البروتين طول عمر أكبر مقارنة بالفئران العادية، كما حققت أداءً رياضيًا أفضل عند اختبارها على أجهزة المشي، حيث ركضت مسافات أطول وأظهرت مقاومة أكبر للإرهاق.
وبالإضافة إلى ذلك، بدت هذه الفئران أكثر شبابًا مع تقدمها في العمر، حيث احتفظت بفراء أكثر نعومة وكتلة عضلية أقوى مقارنة بالفئران الأكبر سنًا.
التجارب على زرع الدهون البنية
وأجرى الفريق البحثي تجربة زرع الدهون البنية من الفئران طويلة العمر في فئران طبيعية، في حين أن النتائج أظهرت تحسنًا في الأداء الرياضي للمتلقين خلال ثلاثة أيام فقط، وفي المقابل استغرق تحسين الأداء ثمانية أسابيع عندما تمت زراعة الدهون البنية من فئران طبيعية أخرى.
وهذا الفارق الكبير في الزمن يعكس الخصائص الفريدة للدهون البنية المعدلة، التي أظهرت قدرة سريعة على تعزيز عملية التمثيل الغذائي.
تأثير الدهون البنية على الدورة الدموية
وباستخدام تقنيات تصوير متطورة، تبين أن الدهون البنية المزروعة تعزز نمو الأوعية الدموية الجديدة في عضلات الأرجل، ما يرفع من كفاءة توصيل الأكسجين في الجسم. هذا التحسن في الدورة الدموية، بالإضافة إلى دور الدهون البنية في تقليل الإجهاد الخلوي، يفسر الفوائد الصحية الواسعة لهذا النسيج الدهني.
وتشير هذه النتائج إلى إمكانية استخدام الدهون البنية في تطوير علاجات تدعم مستويات طاقة صحية، تسهم في إدارة الوزن، وتعزز صحة القلب والأوعية الدموية، وهذه العلاجات قد تفتح آفاقًا جديدة لتعزيز جودة الحياة لدى البشر، خاصة مع التقدم في العمر.