بين الفوائد الجسدية والنفسية.. كل ما تحتاج إلى معرفته عن الهيدرومساج




يجمع التدليك المائي بين الخصائص العلاجية للماء والفوائد الجسدية والنفسية للمساج، إذ يساعد على الاسترخاء وتحسين المزاج، كما أنّه مفيد للرياضيين الذين تزعجهم آلام العضلات بعد الانتهاء من ممارسة التمارين، فإلى أي حدٍ تبلغ أهمية التدليك المائي لصحتك ولياقتك؟ وهل للتدليك المائي مخاطر صحية رغم فوائده؟
التدليك المائي
التدليك المائي إحدى تقنيات العلاج المائي، وتتضمّن استخدام الماء المضغوط لتدليك العضلات والأنسجة الرخوة في الجسم؛ إذ تجمع هذه الطريقة العلاجية بين مبادئ العلاج بالتدليك والخصائص العلاجية للماء.
لكن الفرق هنا أنّه لا تكون هناك حاجة إلى الاتصال المباشر من اليد إلى الجسم، بل تُستخدَم نفّاثات المياه المضغوطة لاستهداف مناطق مُحدّدة من الجسم، للمساعدة على الاسترخاء، وتحصيل عديد من المنافع لصحتك الجسدية والنفسية.
فوائد التدليك المائي للصحة واللياقة
للتدليك المائي كثير من الفوائد، منها على سبيل المثال:
1. تعزيز الاسترخاء وتحسين المزاج:
لا يختلف التدليك المائي كثيرًا عن المساج أو التدليك التقليدي في تعزيزه للاسترخاء والمزاج، فالتدليك المائي نوع من أنواع العلاج المائي.
وحسب تحليل تلوي لدراسات منشورة بين عام 2004 - 2024 في دورية "Current Psychology"، كانت هناك علاقة إيجابية بين استخدام العلاج المائي وانخفاض درجات الاكتئاب والقلق.
كما دلّت دراسة أقدم نشرت عام 2012 في مجلة "Musculoskeletal Care"، على أنّ التدخّل بالعلاج المائي، كان مفيدًا في تحسين المزاج ومؤشرات الألم لدى المُصابِين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، مقارنةً بالحالات التي لم تخضع لتدخّل بالعلاج المائي.
لذا قد يكون التدليك المائي مفيدًا في تحسين المزاج وتعزيز الاسترخاء، وربّما لا يكون بنفس الفاعلية عند كل الناس.
2. تخفيف آلام العضلات والمفاصل:

قد يساعد التدليك المائي في تخفيف توتر العضلات، ومِنْ ثَمّ آلامها، فقد لاحظت مراجعة نشرت عام 2019 في دورية "Medicine"، أنَّ العلاج في المنتجعات الصحية (السبا) -الذي يُعدّ المساج أحد أشكاله- قد يساعد على تخفيف آلام أسفل الظهر.
أيضًا قد يكون الضغط المُوجّه من تقنيات التدليك المائي مُسهِمًا في زيادة تدفّق الدم في المناطق المُصابة، مما يساعد على استرخاء العضلات، خاصةً مع استخدام الماء الدافئ.
اقرأ أيضًا:الصحة والرفاهية.. بين العلاج بمياه البحر والتأمل تحت الماء
3. تحسين الدورة الدموية:
يُحسِّن التدليك الدورة الدموية وتدفّق الدم عبر أنحاء الجسم، وقد يكون التدليك المائي أكثر فائدة في تعزيز الدورة الدموية من التدليك العادي، لأنّ الضغط الناتج عن نفاثّات الماء، يُحفّز تدفّق الدم، مما يضمن وصول الأكسجين والعناصر الغذائية إلى أجزاء مختلفة من الجسم.
وهذا لا يُعزِّز صحة البشرة فقط، بل يُساعِد أيضًا على تعافي العضلات بسُرعة أكبر بعد ممارسة التمارين.
4. قد يدعم المناعة:
قد يكون التدليك المائي مفيدًا في دعم المناعة، فقد أظهرت دراسة نشرت عام 2022 في دورية "Journal of Integral and Complementary Medicine"، أنَّ العلاج المائي قد يكون مفيدًا في تخفيف عدوى الجهاز التنفّسي السفلي، مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.
وقد أُجريت الدراسة على أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 - 6 سنوات، وكانت النتيجة انخفاض عدد أيام الغياب في رياض الأطفال الناجمة عن عدوى الجهاز التنفسي السفلي، بعد العلاج بالماء البارد.
لذا قد يُوفّر التدليك المائي نفس الفائدة، كونه أحد أشكال العلاج المائي، ولكن لا تُوجَد دراسات مُحدّدة على العلاج المائي تُثبِت ذلك.
أيهما أفضل التدليك المائي قبل أم بعد التمارين الرياضية؟

لا يُوجَد وقت مُحدّد يعد الأنسب للتدليك المائي، فهو مفيد في كل الأوقات تقريبًا:
1. قبل التمارين:
قد يساعد التدليك المائي على تخفيف التوتر، وزيادة الاسترخاء ومرونة العضلات، ويُفضّل التزام التدليك اللطيف منخفض الضغط، لأنّ التدليك العميق قد يُسبِّب وجعًا في العضلات، مما قد يجعل أداءك أضعف في ممارسة التمارين.
2. بعد التمارين:
أمّا بعد التمارين، فالتدليك المائي مفيد في تقليل وجع العضلات والالتهابات وتسريع التعافي، وربّما يكون تدليك الأنسجة العميقة أكثر فاعلية في هذا التوقيت، لأنّه يساعد على تحسين الدورة الدموية، وزيادة تدفّق الأكسجين إلى العضلات والمناطق المُصابة.
كذلك يساعد التدليك بعد التمرين في تقليل تراكُم حمض اللاكتيك داخل العضلات، لتخفيف الألم بعد التمارين.
اقرأ أيضًا:رفاهية العناية بالجسد: أسرار العلاج المائي لتعزيز الحيوية والطاقة
كيفية الاستفادة من جلسات التدليك المائي
ثمّة أنواع مختلفة من التدليك المائي، وتعتمد استفادتك على نوع التدليك المائي الذي تُفضِّله:
1. التدليك المائي الرطب:
- يتضمّن الجلوس أو الاستلقاء في الماء، بينما تضخّ النفاثات الماء المضغوط باتجاه مناطق مُحدّدة من الجسم.
- قد تحتاج إلى خلع ملابسك في غرفة تغيير الملابس، كما قد تكون بحاجةٍ إلى الاستحمام قبل استخدام مسبح العلاج المائي، وهذا يختلف حسب المنشأة أو المنتجَع الذي يقدّم تلك الخدمة.
- ينغمر المرء في الماء ويبدأ التدليك، كما يكون قادرًا على التحكّم في درجة حرارة وضغط الماء.
2. التدليك المائي الجاف:
- لا يتضمّن التدليك المائي الجاف شعور الشخص بالبلل.
- يجلس الشخص على كراسي أو أَسِرَّة، تسمح له بالجلوس أو الاستلقاء على سطح جاف بغطاء مقاوِم للماء، بينما تعمل النفاثات داخل ماكينة ضغط الماء والحرارة.
- يسمح هذا النوع من التدليك المائي للشخص بالبقاء بكامل ملابسه دون حاجةٍ إلى خلعها.
- يُحدِّد الشخص درجة الحرارة والضغط كما يحلو له عند استخدام الجهاز.
- تقدّم بعض المنتجعات الصحية والصالات الرياضية هذه الأجهزة التي توفّر التدليك المائي الجاف.
هل للتدليك المائي مخاطر صحية؟
يُعدّ التدليك المائي آمنًا لأغلب الناس، ومع ذلك فقد ينطوي التدليك المائي على بعض الآثار الجانبية، مثل:
- الحروق بسبب الحرارة العالية للماء المُستخدَم.
- تفاقُم الطفح الجلدي في حالة المعاناة من الإكزيما أو أي أمراض جلدية التهابية.
- الكدمات.
- إصابات الأعصاب.
- الكسور، خاصةً لدى كبار السن الذين يُعانُون هشاشة العظام.
كذلك قد لا يكون التدليك المائي مناسبًا لبعض الأشخاص، كما في حالة الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات النزيف.
ما الفرق بين التدليك التقليدي والهيدرومساج؟

التدليك التقليدي أنواع مختلفة، وأشهرها التدليك السويدي؛ إذ يلمس المعالِج مناطق الجسم بطرق مُعيّنة، للمساعدة على الاسترخاء وتخفيف الألم، وتحسين تدفّق الدم، كما أن ثمّة أنواعًا أخرى للتدليك التقليدي، مثل:
- تدليك الأنسجة العميقة، لتقليل توتر العضلات وتخفيف آلامها.
- التدليك الرياضي، وهو مناسب أكثر للرياضيين المُعرّضين لإصابات؛ إذ يحسّن المرونة والأداء الرياضي، ويخفّف الألم والتوتر العضلي.
- التدليك بالزيوت العطرية، الذي يعزّز الاسترخاء ويخفّف التوتر والألم.
أمّا التدليك المائي، فلا يعتمد على ملامسة الجسم مباشرةً، بل يتضمّن استخدام الماء المُوجّه بنفّاثات مضغوطة، لتدليك أماكن مُعيّنة من الجسم، سواء كان ذلك بالاستلقاء في الماء أو من خلال الجلوس على كرسي أو أسرّة مُخصّصة للتدليك المائي الجاف، بما يساعد على:
- تعزيز الاسترخاء وتحسين المزاج.
- تخفيف آلام العضلات.
- تعزيز تعافي العضلات وتخفيف آلامها بعد ممارسة التمارين.
- تحسين الدورة الدموية وتدفّق الدم.