أسباب مشكلات الحب قبل الزواج وطرق فعالة للعلاج

لا شك أن الحب هو الأساس لأي علاقة جديدة، فهو الدافع الأول للاستمرار، لكن سرعان ما تظهر مشكلات الحب قبل الزواج نتيجة للتحديات الصعبة والمسؤوليات المفروضة، على الرغم من تأثيره الفعال لتخطي تلك العقبات، قد يتحول الحب غير المتوافق إلى عائق يحول دون إكمال تلك العلاقة مع الحكم عليها بالفشل. 

هل الحب قبل الزواج ناجح؟

قد يكون الحب قبل الزواج من الأمور الشائكة التي تختلف حولها الآراء، فيظن البعض أنه أمر ضروري للحصول على علاقة زواج ناجحة قائمة على الود والتفاهم، بينما يرى البعض أنه أمر خادع لا يبرز كثير من العيوب التي تظهر بشكل واضح بعد الزواج، من ثم يؤدي إلى فشل العلاقة. 

في حين يرى البعض أن الحب قبل الزواج وهْمٌ سرعان ما يتلاشى مع بداية الزواج وتحمل المسؤوليات المتعددة، ويرى البعض الآخر أنه الحب الحقيقي الدائم الذي لا يزول دون الشعور بملل العلاقة الزوجية لسنوات طويلة. 

يرجع السبب وراء هذا الاختلاف للعديد من العوامل أهمها التفاهم بين الطرفين، حيث يعي كل منهما طباع الآخر وشخصيته وعيوبه، ما يجعل الأمر أسهل للاعتياد عليها وتقبلها بعد الزواج، من ثم، يساعد على إنجاح العلاقة الزوجية واستمرارها طويلاً.

في حالة عدم توافر التفاهم المطلوب حتى في وجود الحب قبل الزواج، قد لا يكون ذلك أمرًا ضروريًّا لإنجاح العلاقة. 

كيف تكون العلاقة قبل الزواج؟

عادةً ما يُنظر إلى الحب قبل الزواج على أنه علاقة وردية حالمة تتضمن الكثير من المشاعر الفياضة، لكن في حقيقة الأمر هو وهم نسجه الخيال، فسرعان ما يفيق كلٌّ من الطرفين على أرض الواقع مع مجموعة من المسؤوليات التي تلزم كل منهما تجاه الآخر. 

قد تكون مشاعر الحب والعاطفة التي تربط الطرفين قبل الزواج أو خلال فترة الخطوبة أمرًا مباحًا، بشرط أن تكون في إطار شرعي دون أي مخالفات. 

يمكن اعتبار تلك الفترة هي فترة للاستكشاف، فيكون لدى كل من الطرفين أمور غامضة تثير فضول الطرف الآخر. بمرور الوقت، يبدأ كل منهما في اكتشاف الطباع المختلفة، فينتهي الأمر إما بالتوافق الكامل والود والرغبة في الاستمرار وإما بالرفض التام.

أسباب مشكلات الحب قبل الزواج

يعاني الكثير من الأشخاص كثرة مشكلات الحب قبل الزواج نتيجة للعديد من الأسباب، من أهمها: 

إخفاء العيوب الشخصية:

واحدة من أهم مشكلات الحب قبل الزواج هي الجهل بمساوئ الطرف الآخر، فيحرص كلٌّ منهما خلال بداية العلاقة على إظهار أفضل الصفات والطباع الشخصية له ليبدو في أبهى صورة، كما قد يلجأ إلى إخفاء عيوبه وطباعه المعتادة. من ثم، لا يتمكن أي منهما من تكوين فكرة كاملة وواضحة عن الشخصية الأخرى، كما قد يغفل الرجل أو المرأة عن رؤية بعض العيوب الواضحة نتيجة لمشاعر الحب المتأججة في هذه المرحلة. 

الرومانسية المفرطة:

ربما ينجرف البعض وراء مشاعر الحب الفياضة، التي قد تنتهي بالوقوع في الشرك واتباع الشيطان فيما نهانا عنه ديننا الإسلامي خلال وضع روابط الخطوبة، فلا يصح لكل منهما أن ينساق وراء عواطفه، خاصةً في بداية العلاقة، إذ قد لا تكون تلك المشاعر حقيقية، بل هي مجرد وهم لرؤية لم تكتمل.

قد يؤدي ذلك لتتابع الكثير من المشكلات، التي من شأنها أن تعجل بإفشال العلاقة كليًّا. 

المسؤوليات المتتابعة:

يعتقد الكثير من الشباب أن الارتباط والحب مجرد أمر ترفيهي للشعور بالسعادة والتعبير عن المشاعر الكامنة والاستمتاع لبعض الوقت، فيغفل عن حقيقة أن الحب والترتيب للزواج أمر واقعي يفرض الكثير من المسؤوليات المادية والمعنوية.

من ثم، يشعر الأغلب بالضغوط المفاجئة التي تحول دون الاستمرار في العلاقة أو إنجاحها.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أنها تحبني؟ 15 علامة على الحب عند المرأة

فوائد الحب قبل الزواج

على الرغم من كثرة مشكلات الحب قبل الزواج، فإنّه قد ينعكس ببعض الفوائد كذلك، خاصةً في حالة الحب العفيف قبل الزواج والارتباط الجاد والرغبة الحقيقية في الاستمرار، من أهم فوائد الحب قبل الزواج: 

1- علاقة صحية:

وجود شخص آخر يهتم بأمورك ويكن لك مشاعر جميلة وحانية أمر صحي يساعد على تعزيز أسلوب حياة صحي واتباع الكثير من السلوكيات الإيجابية، وهو ما يمنحك إحساسًا بمعنى الحياة ويساعدك على تحقيق أهدافك. 

2- تعزيز الثقة بالنفس:

وجود حبيب داعم أمر فعّال لتخطي كثير من العقبات الصعبة في الحياة، إذ يساهم بشكل مباشر في تعزيز ثقتك بنفسك وشعورك بالأمان والطمأنينة. 

3- التخلص من التوتر والقلق:

دائمًا ما ترتبط مشاعر الحب الصادق بالراحة النفسية، فيساعد على التخلص من التوتر ويجنبك الاكتئاب، كما قد يساعد على الخلود إلى النوم سريعًا نتيجة للاستقرار العاطفي.

4- التحسين من ذاتك:

وجود شخص آخر يحبك بصدق أمر ضروري ليكون مرآة لعيوبك، ما يدفعك إلى تصحيح أخطائك والتحسين من نفسك دومًا. 

5- تعزيز قيم التفاهم والمشاركة:

الحب قبل الزواج في علم النفس من العلاقات التي تساعد على تقبل عيوب الآخر للحفاظ على قيمة التفاهم والصبر لحل الخلافات بشكل أبسط.

6- إطالة العمر:

تشير الكثير من الدراسات إلى أن الوقوع في الحب من الأسباب وراء تحسين الصحة وزيادة معدل العمر، يرجع ذلك لتأثيره المباشر على الصحة العقلية والنفسية والجسدية. 

أضرار الحب قبل الزواج

على الرغم من فوائد الحب العديدة، قد يكون له أضرار أيضًا، لكن قد تقتصر تلك الأضرار على الاختيار الخاطئ لشخص غير مناسب، من أهمها: 

1- التعلق المرضي:

التعلق الزائد بالطرف الآخر، خاصةً في بداية الارتباط قد يؤدي للكثير من الصعوبات والخلافات المتكررة.

مع مرور الوقت، يصبح الحب شعورًا مرهقًا ورغبة في التملك والسيطرة، ما يؤدي إلى التوتر في العلاقة وربما فقدان الرغبة في الاستمرار.

2- الإيذاء النفسي:

قد يؤدي اختلاف الشخصيات إلى إيذاء أحد الأطراف سواء كان ذلك بوعي أم دون وعي، ما يؤدي إلى اضطراب العلاقة العاطفية والشعور بالحزن والألم النفسي، عادةً ما يواجه ذلك الطرف الأكثر حبًا والأصدق في المشاعر، فينتهي الأمر بجرح مشاعره بشدة.

اقرأ أيضًا: أبرز علامات الحب عند الرجل الثقيل.. بينها النظرات الخفية

طرق علاج مشكلات الحب قبل الزواج

فترة ما قبل الزواج هي الوقت الأنسب للتعرف إلى الطرف الآخر واكتشاف شخصيته بشكل حقيقي. من ثم، يمكن التأكد من صدق المشاعر وقوة التفاهم بينهما.

قد تشهد تلك الفترة بعض المشكلات الشائعة، لكن في حالة الرغبة في علاجها والاستمرار في العلاقة، عليك اتباع النصائح التالية:

1- الحفاظ على الود والتفاهم: الاتفاق بين الطرفين من أهم القواعد التي يجب ترسيخها لتجنب الوقوع في مشكلات الحب قبل الزواج.

يشمل ذلك توضيح كل الأمور المهمة في الحياة وكيفية تقبلها وضرورة احترام مشاعر الآخر واحتياجاته الخاصة.

2- التغافل: التغافل من أهم أسس الزواج الناجح، فيساعد على التسامح والغفران، يمكن تطبيق ذلك من خلال غض الطرف عن بعض التصرفات التي قد يقع فيها الشريك دون قصد. 

3- إظهار الاهتمام: الارتباط العاطفي يفرض على كل من الطرفين إظهار الاهتمام بمشاعر الآخر وجوانبه الحياتية لمشاركته في كل النواحي. 

4- تبادل الحوار: الخلافات الزوجية من الأمور الشائعة والمتوقع حدوثها، لكن يجب أن يكون الحوار الهادئ الفعال هو الوسيلة الأنسب لحلها.