كيف يخدع الجري دماغك في تقدير الوقت؟
أثبتت دراسة جديدة أن الجري على جهاز المشي لا يجعل فقط جسدك متعبًا، بل يخدع دماغك أيضًا في تقدير مرور الوقت.
أجرى فريق الباحثين من معهد التكنولوجيا الإيطالي تجربة شملت 22 مشاركًا، طلب منهم خلالها النظر إلى صورة على شاشة لمدة ثانيتين، ثم الحكم على ما إذا كانت صورة أخرى ظهرت لنفس المدة.
لماذا الجري على جهاز المشي يجعل الدقيقة تبدو أطول؟
وتم إجراء التجربة في عدة ظروف، شملت الوقوف ثابتًا، والمشي للخلف، والجري على جهاز المشي. وأظهرت النتائج أن المشاركين بالغوا في تقدير الوقت بنسبة 9% أثناء الجري، أي إن دقيقة تبدو وكأنها 65 ثانية تقريبًا.
وكانت النتائج مفاجئة، إذ بينت أن المشي للخلف أدى إلى تحريف مشابه للزمن بنسبة 7% رغم أن زيادة معدل ضربات القلب أثناء الجري كانت أكبر بكثير.
تشير النتائج الحديثة للدراسة إلى أن السبب الرئيس ليس الإجهاد البدني، بل الجهد الإدراكي المطلوب للتحكم في الحركة والتوازن، حسبما أوضح تومماسو بارتوليني وفريقه.
وكتب الباحثون في مجلة Scientific Reports: «يجب توخي الحذر عند تفسير الانحيازات في إدراك الوقت أثناء الأنشطة البدنية على أنها نتيجة لتغيرات فسيولوجية».
كيف يؤثر الجهد الحركي على إدراك الوقت خلال التمارين؟
وأكد باحثو معهد التكنولوجيا الإيطالي في دراستهم على أن الجهد العقلي أثناء أداء الحركات المعقدة يلعب دورًا أساسيًا في هذه الظاهرة.
وتدعم هذه الدراسة أبحاثًا سابقة تشير إلى أن إدراكنا للوقت يمكن أن يتغير أيضًا وفقًا للحالة النفسية أو الانتباه، مثل شعور الوقت بالمرور بسرعة خلال المناسبات السعيدة أو الأعياد.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة في جامعة الصادق بالعراق أن معظم المشاركين شعروا بأن الكريسماس أو رمضان يمر بسرعة أكبر كل عام، خاصة إذا كانوا يولون اهتمامًا أكبر لمرور الوقت أو يميلون للنسيان أو لديهم حب خاص لهذه المناسبات.
النتائج تسلط الضوء على التفاعل المعقد بين العقل والجسم، موضحة أن إدراكنا للزمن ليس ثابتًا، بل يتأثر بالجهد العقلي والبدني معًا، وهو ما قد يساعد في فهم شعورنا بأن الدقائق على جهاز المشي تبدو أبطأ مما هي عليه فعليًا.
