ليس دواءً ولا رياضة.. عادة بسيطة تحمي قلبك وأعصابك
كشفت دراسات صحية حديثة أن الضحك المنتظم قد يكون من أبسط الوسائل الطبيعية لدعم صحة القلب والأعصاب والجهاز المناعي، دون الحاجة إلى أدوية أو تدخلات طبية.
وتستند هذه النتائج إلى أبحاث استلهمت فكرتها من نوادي الضحك التي ظهرت في الهند خلال تسعينيات القرن الماضي، وانتشرت لاحقًا في عدد من دول العالم.
وأوضح الدكتور مايكل ميلر طبيب القلب وأستاذ الطب في جامعة بنسلفانيا، أن الضحك لا يقتصر دوره على تخفيف التوتر، بل يمتد ليشمل فوائد فسيولوجية مباشرة على القلب والأوعية الدموية والمناعة.
وأشار إلى أن الضحك المنتظم يُعد مكملًا مهمًا لنمط الحياة الصحي، تمامًا كما يُنصح بممارسة الرياضة عدة مرات أسبوعيًا، وفقا لـ"إم إس إن هيلث".
فوائد الضحك لصحة القلب
وبحسب ميلر، فإن الضحك يحفز إفراز الإندورفين في الدماغ، وهي مواد كيميائية طبيعية تُعرف بدورها في تحسين المزاج وتخفيف الألم.
كما يسهم هذا التفاعل في تعزيز إفراز أكسيد النيتريك داخل الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى توسعها وخفض ضغط الدم وتقليل الالتهابات ومستويات الكوليسترول الضار.
ويؤكد ميلر أن هذا التأثير يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، ويمنح الجسم شعورًا بالاسترخاء يشبه تأثير المسكنات الطبيعية.
وقد دفع هذا الاكتشاف ميلر إلى تطبيق برامج علاجية تعتمد على الضحك داخل المراكز الطبية التي يشرف عليها، مؤكدًا أن المرضى يشعرون براحة نفسية وجسدية واضحة بعد جلسات الضحك الجماعي.
الضحك على المناعة
وتعود الدراسات العلمية حول فوائد الضحك إلى ستينيات القرن الماضي، حين أجرى عالم النفس الأمريكي ويليام ف. فراي تجارب أثبتت أن الضحك يرفع عدد خلايا الدم المعززة للمناعة.
ولاحقًا، أسس الطبيب الهندي مادان كاتاريا أول نادٍ للضحك في مومباي، حيث جمع بين تمارين التنفس والحركات البسيطة والضحك المتعمد، ولاحظ زيادة ملحوظة في عدد المشاركين وتحسن حالتهم النفسية.
وفي سياق متصل، توصلت الباحثة الألمانية جيني روزندال، من جامعة يينا، إلى أن الضحك المفتعل قد يكون أكثر فائدة من الضحك التلقائي، إذ أظهرت تحليلاتها أن جلسات الضحك تقلل هرمونات التوتر، وتخفف الألم المزمن، وتحسن المزاج والحركة، خاصة لدى كبار السن.
وتؤكد هذه النتائج أن فوائد الضحك تتجاوز كونه رد فعل عفوي، ليصبح أداة فعالة لدعم الصحة الجسدية والنفسية عند ممارسته بانتظام.
