كشف أسرار "كوفيد الطويل": لماذا يواصل الجسم القتال بعد التعافي؟
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في مركز (BIDMC) عن أسباب استمرار الأعراض لدى مرضى كوفيد طويل الأمد.
وشملت الدراسة أكثر من 140 مشاركًا، حيث تم تحليل عينات الدم لمقارنة الاستجابات المناعية والالتهابية على مدى عدة أشهر بين المرضى الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد والذين تعافوا تمامًا من كوفيد-19.
ووجد الباحثون اختلافات جوهرية، أبرزها استمرار الالتهاب المزمن بعد الإصابة الحادة، ما يفتح آفاقًا جديدة لعلاجات محتملة لهذه الحالة.
تأثير كوفيد طويل الأمد على الجهاز المناعي
في الدراسة، قاد الدكتور دان إتش باروش وزملاؤه فريق البحث لتتبع الاستجابات المناعية والالتهابية على مدى الوقت، مستخدمين تقنيات متعددة، وتخصصات علمية تدرس مجموعات كبيرة من الجزيئات الحيوية في الجسم.
وقد دمجت هذه التقنيات بيانات الاستجابات المناعية، المؤشرات الفيروسية، التعبير الجيني، وبروتينات البلازما لتقديم صورة شاملة لكيفية تأثير كوفيد طويل الأمد على الجهاز المناعي.
ودرس الفريق مجموعتين من المرضى: الأولى بين 2020-2021، والثانية بين 2023-2024، مع تحليل عينات الدم بعد ثلاثة إلى ستة أشهر، ومرة أخرى بعد أكثر من ستة أشهر من الإصابة الأولية.
وأظهرت النتائج اختلافات واضحة في مسارات الإشارات الكيميائية، مع علامات التهاب مزمن، ضعف المناعة، واضطرابات في استقلاب الخلايا لدى المرضى الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد، مقارنةً بمن تعافوا تمامًا.
وبيّنت الدراسة أن المرضى الذين أظهر جهازهم المناعي أعلى مستويات الالتهاب في بداية العدوى كانوا أكثر عرضة للأعراض الطويلة الأمد لاحقًا، مما يشير إلى أن الاستجابة المبكرة للجسم قد تُهيئ الظروف لظهور هذه الأعراض.
وقالت الباحثة الرئيسية، الدكتورة ماليكا عيد: "دمج البيانات متعددة الأوميات أتاح رؤية شاملة للمشهد المناعي، مكّنّا من تحديد المسارات الرئيسية التي يمكن استهدافها علاجيًا، هذا الربط بين البيانات والإجراءات السريرية ضروري لتحسين رعاية المرضى."
حدد الفريق بروتينات مناعية والتهابية وبصمات جزيئية يمكن أن تشكل أهدافًا محتملة للعلاجات لتهدئة الالتهاب المزمن واستعادة وظائف المناعة.
وفي خطوة أولية، بدأ الفريق تجربة سريرية للمرحلة الثانية لتقييم دواء أبروسيتينيب، وهو مثبط JAK1 معتمد لعلاج التهاب الجلد التأتبي، لمعالجة أحد أهم المسارات المحددة في الدراسة.
أعراض طويلة الأمد لكوفيد-19
تشير بيانات وزارة الصحة الأمريكية إلى أن حوالي 15 مليون أمريكي يعانون من أعراض طويلة الأمد لكوفيد-19، بما يشمل التعب، التشوش الذهني، ضيق التنفس، والتدهور المعرفي، والتي قد تستمر لأشهر أو سنوات، وتفتح الدراسة آفاقًا جديدة لفهم هذه الحالة المعقدة ووضع استراتيجيات علاجية فعالة.
