كيف تؤثر العزلة على دماغك؟ علماء يكشفون الرابط مع ألزهايمر
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، عن وجود علاقة سببية مباشرة بين العزلة الاجتماعية وتسارع التراجع في القدرات الإدراكية خلال مرحلة الشيخوخة.
وأوضحت النتائج أن قلة التفاعل الاجتماعي تسهم في إضعاف وظائف الدماغ بمرور الوقت، حتى لدى الأشخاص الذين لا يشعرون بالوحدة.
ونُشرت الدراسة في مجلة The Journals of Gerontology, Series B: Psychological Sciences and Social Sciences، وأكدت أن التأثير الضار للعزلة الاجتماعية يظهر بوضوح عبر فئات المجتمع كافة دون استثناء، فيما يُعد أحد العوامل المساعدة على تطور الأمراض العصبية مثل ألزهايمر والخرف.
وأوضحت الدراسة أن العزلة الاجتماعية تختلف عن الوحدة النفسية، فالأولى تُقاس بمعايير موضوعية تشمل درجة المخالطة الاجتماعية، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية أو الدينية، بينما الوحدة تعكس إحساسًا شخصيًا بالانعزال أو غياب التواصل العاطفي.
وعلى الرغم من الصلة الوثيقة بينهما، إلا أن لكل منهما تأثيرًا مستقلًا في الأداء المعرفي، ما يشير إلى أهمية الروابط الاجتماعية الحقيقية، بغضّ النظر عن المشاعر الذاتية بالوحدة.
تناولت البيانات أكثر من 137,600 اختبار معرفي، أجراها نحو 30 ألف مشارك بين عامي 2004 و2018، ما يجعلها من أضخم الدراسات التي تربط بين العزلة والوظائف الإدراكية.
وبينت النتائج أن خفض معدلات العزلة الاجتماعية يؤدي إلى إبطاء وتيرة التدهور الذهني لدى جميع الفئات العمرية فوق الخامسة والستين، بغضّ النظر عن الجنس أو العرق أو المستوى التعليمي، مع فروق طفيفة فقط بين الفئات الاجتماعية المختلفة.
أثر العزلة على الصحة العامة
تسلط الدراسة الضوء على تزايد الاهتمام العالمي بتأثير العزلة الاجتماعية والوحدة على الصحة العقلية، خاصة بين المراهقين وكبار السن.
وتشير إحصاءات ما قبل جائحة كوفيد-19، إلى أن نحو ربع كبار السن حول العالم كانوا يعانون من عزلة اجتماعية، وهو ما أثار مخاوف كبيرة بشأن انعكاساتها الصحية والنفسية.
وقالت الدكتورة جو هيل، الباحثة الرئيسة في الدراسة من جامعة سانت أندروز، إن نتائج البحث تؤكد أن البنية المجتمعية التي تشجع على التواصل المنتظم مع الآخرين، يجب أن تكون من أولويات السياسات الصحية.
وأضافت: «مع اقتراب موسم العطلات، ندرك جميعًا أهمية وجود العائلة والأصدقاء من حولنا، ليس فقط لدعمنا النفسي، بل لحماية عقولنا أيضًا».
وشددت هيل على أن تعزيز الروابط الاجتماعية، حتى من خلال مبادرات مجتمعية بسيطة، يسهم في صون القدرات الإدراكية، ويحد من خطر الإصابة بألزهايمر، مشيرة إلى أن مفهوم الصحة العقلية يجب أن يشمل الجانب الاجتماعي، بوصفه دعامة أساسية لصحة الدماغ في مراحل العمر المتقدمة.
