دراسة: الصحة النفسية للأب تؤثر إيجابًا على صحة الأم وجنينها
أظهرت دراسة علمية حديثة أن الآباء الذين يتمتعون بقدرات نفسية قوية واستقرار عاطفي يمكن أن يكون لهم تأثير مباشر على الصحة البدنية للزوجات الحوامل، إذ أشارت النتائج إلى وجود علاقة بين قوة التماسك النفسي لدى الرجل وانخفاض مؤشرات الالتهاب لدى الزوجة، وهو ما يسهم في إطالة فترة الحمل وتقليل احتمالية الولادة المبكرة.
العلاقة بين الحالة النفسية للأب وصحة الأم
نُشرت الدراسة في مجلة Biopsychosocial Science and Medicine، وأوضح الباحثون أن الأزواج الذين يتمتعون بقدرة عالية على الصمود النفسي، مثل الثقة بالنفس والتفاؤل والإحساس بالسيطرة على مجريات الحياة، ساهموا في تحسين صحة شريكاتهم الحوامل.
وأظهرت البيانات أن انخفاض مستويات بروتين C-reactive protein، وهو بروتين مرتبط بارتفاع الالتهاب في الجسم، ارتبط بصورة واضحة باستقرار الحالة النفسية للأب، ما يعني أن العوامل النفسية يمكن أن تتفاعل مع الآليات البيولوجية لتؤثر على سير الحمل.
فسّرت الباحثة كافيا سواميناثان من جامعة كاليفورنيا، قائلة إن الدراسة سعت إلى تحديد ما إذا كان "الصمود النفسي" لدى الوالدين قادر على حماية الأم من الالتهابات أثناء الحمل. وأضافت: "كنا نعلم أن الإجهاد والقلق الزائدين قد يزيدان من احتمالات الولادة المبكرة، لكن الدراسات السابقة تجاهلت دور الحالة النفسية للأب، الذي يمكن أن يكون له تأثير غير مباشر على صحة شريكته."
واعتمدت الدراسة على بيانات من 217 زوجًا من خلفيات اجتماعية مختلفة، جُمعت من خمس مدن أمريكية، بينها لوس أنجلوس وواشنطن وبالتيمور. واستخدم الباحثون نماذج رياضية إحصائية لقياس العلاقة بين الصفات النفسية للآباء والأمهات ومستويات الالتهاب ومؤشرات فترة الحمل.
يعتقد الفريق البحثي أن الأب المستقر نفسيًا يلعب دورًا فاعلًا في تقديم الدعم العاطفي والمادي لشريكته، مما يقلل من شعورها بالقلق ويُحسّن آليات الجسم في مكافحة الالتهابات. كما تشير نظرية التوسع الذاتي في العلاقات إلى أن الزوجة قد "تستعير" تفاؤل زوجها وقوة شخصيته لتجاوز التحديات الجسدية أثناء الحمل.
أكدت الدراسة أن تأثير الحالة النفسية للأب لم يمتد إلى وزن المولود، لكنه ارتبط بشكل مباشر بطول مدة الحمل، وهو مؤشر رئيسي على صحة الأم والجنين. ويرى الباحثون أن النتائج تفتح الباب أمام توسيع مفهوم الرعاية أثناء الحمل ليشمل الدعم النفسي لكلا الوالدين، وليس للأم فقط كما هو معتاد.
وأوصت الدراسة بإجراء أبحاث إضافية لتحليل السبب وراء اقتصار التأثير على المتزوجين، واقتراح برامج تدريبية لتحسين المرونة النفسية لدى الآباء، باعتبارها عاملاً جديدًا يمكن أن يسهم في تحسين النتائج الصحية للأمهات والأجنة على حد سواء.
