قمر محتمل خارج النظام الشمسي يثير تساؤلات حول الحياة الفضائية!
في اكتشاف علمي يُعد الأول من نوعه، رصد علماء فلك جسمًا قد يكون أول قمر خارجي يتم اكتشافه على الإطلاق، ويقع على بُعد نحو 133 سنة ضوئية من الأرض.
ويرتبط هذا الاكتشاف بالكوكب الخارجي العملاق HD 206893 b، الذي تم اكتشافه للمرة الأولى عام 2021، وهو كوكب غازي ضخم يدور حول نجم من النوع [F] على مسافة تقارب 9.6 وحدة فلكية، أي ما يعادل تسعة أضعاف المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس تقريبًا، وتستغرق دورته المدارية الكاملة 25.6 سنة أرضية.
ويتميّز هذا الكوكب بكتلة هائلة تُقدر بنحو 28 مرة من كتلة كوكب المشتري، ما يجعله من بين أضخم الكواكب الخارجية المعروفة.
للكشف عن الجسم الجديد الذي يبدو أنه يدور حول هذا الكوكب، اعتمد العلماء على تقنية القياس الفلكي، وهي طريقة دقيقة تُستخدم لتتبع التغيّرات الطفيفة في مواقع النجوم نتيجة لتأثير كواكبها أو أقمارها.
ومن خلال هذه التقنية، قاد فريق البحث جهود المراقبة باستخدام أداة VLTI/GRAVITY التابعة للمرصد الأوروبي الجنوبي، والتي مكّنتهم من رصد جسم صغير تدل خصائصه المدارية على أنه قمر محتمَل يدور حول الكوكب الغازي العملاق.
ويرجّح العلماء أن تعادل كتلة هذا الجسم الجديد 0.4 من كتلة كوكب المشتري، وهو ما يضعه في نطاق الأقمار الكبيرة نسبيًا مقارنة بأقمار النظام الشمسي، لكنه يظل أصغر بكثير من الكواكب الغازية.
ويُعتقد أن صِغَر حجمه وبعده الهائل عن الأرض هما السبب وراء صعوبة رصده سابقًا، مما يجعل التحقق من وجوده تحديًا غير مسبوق في تاريخ الفلك الحديث.
وحتى الآن، لم يُثبت علميًا وجود أي قمر خارجي، رغم وجود بعض المرشحين في السابق مثل Kepler-1625 b وKepler-1708 b، إلا أن الدراسات اللاحقة لم تتمكن من تأكيد وجود أقمار تدور حول هذه الكواكب.
وإذا تأكد وجود القمر المكتشف حديثًا، فسيُعتبر ذلك نقلة نوعية في فهم طبيعة تكوين الأنظمة الكوكبية خارج النظام الشمسي.
وترى الأوساط العلمية أن دراسة الأقمار الخارجية قد تلعب دورًا أساسيًا في البحث عن مؤشرات الحياة خارج الأرض، إذ تُعد الأقمار بيئات محتملة لاحتضان المقومات الأساسية للحياة، مثل وجود الماء السائل أو النشاط الحراري الجوفي.
وفي نظامنا الشمسي، هناك أكثر من 200 قمر، من بينها أقمار يُعتقد أنها تحتوي على محيطات تحت السطح مثل قمر "إنسيلادوس" التابع لزحل، ويُعتقد أن له خصائص تسمح بوجود حياة ميكروبية.
