تنظيف الفضاء من الحطام يتحول إلى صناعة واعدة.. من يقود السباق؟
كشف شاب ألماني عن مشروع مبتكر يهدف إلى تحويل تنظيف الفضاء من الحطام المداري إلى نشاط تجاري واعد، في وقت تتزايد فيه المخاوف من المخاطر التي تشكلها الشظايا المنتشرة في المدار الأرضي.
تفاصيل مشروع تنظيف الفضاء
ويشكّل الحطام الفضائي اليوم أحد أخطر التحديات التي تواجه صناعة الفضاء الحديثة، إذ تدور حول الأرض آلاف الأطنان من الشظايا التي تهدد الأقمار الصناعية والمهمات المأهولة.
ورغم التحذيرات المتواصلة من تفاقم المشكلة، فإن المبادرات العملية لحلّها بقيت محدودة، إلى أن قرر شاب ألماني تحويل هذا الخطر المتنامي إلى فرصة تجارية.
وفي مدينة ميونيخ، يواصل ليونيداس أسكياناكيس، البالغ 22 عامًا، العمل بلا توقف على مشروعه الطموح الهادف إلى تنظيف المدار الأرضي من النفايات.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف دور غبار الفضاء في تكوين الجزيئات الأساسية للحياة
مخاطر نفايات الفضاء
وتبرز خطورة المشكلة في الأرقام، فوكالة الفضاء الأوروبية تشير إلى وجود أكثر من 1.2 مليون جسم مداري يتجاوز قطره سنتيمترًا واحدًا، إضافة إلى 50 ألف قطعة يزيد طولها عن 10 سنتيمترات.
وتُشكّل هذه الكميات الهائلة تهديدًا مباشرًا، ليس فقط للأقمار الصناعية، بل أيضًا لرواد الفضاء، ويؤكد خبراء الوكالة أن الأجسام الصغيرة التي بالكاد تُرى قد تُطلق طاقة تعادل انفجار قنبلة يدوية إذا اصطدمت بسرعة عالية، في حين تبقى غالبية هذه الأجسام خارج نطاق الرصد الدقيق.
واستلهم أسكياناكيس مشروعه خلال سنوات دراسته الأولى في هندسة الفضاء، حين تساءل عن سبب بقاء النفايات في المدار لعقود أو حتى قرون دون معالجة.
ومع مرور الوقت، تطورت الفكرة إلى خطة عمل مكتملة، تم تعزيزها خلال لقاء مهم جمعه بمسؤولين من "إيرباص" خلال أحد المعارض التقنية في ميونيخ.
وتحمل الشركة التي أسسها الشاب، اسم Project-S، تستهدف تطوير أقمار صناعية صغيرة مزودة بتقنيات رصد متقدمة تشمل رادارات فائقة الحساسية وخوارزميات تحليل بيانات قادرة على تتبّع الشظايا الصغيرة التي لا تتجاوز بضعة سنتيمترات.
ويطمح فريقه لاحقًا إلى نشر روبوتات فضائية قادرة على جمع الحطام وإزالته، ويعتمد النموذج التجاري للشركة على بيع خدمات الرصد الدقيقة، إضافة إلى عمليات التخلص الفعلي من الحطام، وهو نشاط يتوقع أن ينمو بعد دخول قانون أوروبي جديد يلزم مشغلي الأقمار الصناعية بتنظيف مداراتهم بعد انتهاء مهامهم.
وقد لقي المشروع دعم الحكومة الألمانية، خصوصًا ولاية بافاريا التي تستثمر بكثافة في تقنيات الفضاء، وقد منحت الشركة مليون يورو كدعم مباشر دون الحصول على أي أسهم، في خطوة غير معتادة فاجأت حتى بعض المستثمرين في الولايات المتحدة.
وبفضل هذا الزخم، تستعد Project-S لإطلاق أول مهمة فضائية خاصة بها في عام 2026.
