بحث علمي جديد: مادة طبيعية تُظهر تأثيرًا لافتًا على السمنة وصحة القلب.. ما السر؟
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Food Science & Nutrition أن الحبة السوداء، المعروفة أيضًا باسم "الكمون الأسود" أو "كالونجي"، تمتلك خصائص فعالة في مكافحة السمنة وتعزيز صحة القلب.
وتُستخدم هذه البذور الصغيرة بكثرة في أطباق الكورما والبانير الهندية لإضفاء نكهة غنية ومميزة، لكن الباحثين وجدوا أنها تقدم فوائد صحية تتجاوز الطعم. فقد أظهرت نتائج الدراسة أن الحبة السوداء تساهم في تقليل تكوّن الخلايا الدهنية وتحسين مستويات الكوليسترول في الدم، ما يجعلها مرشحة للاستخدام كغذاء وظيفي للوقاية من الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن.
ووصف الباحثون نتائجهم بأنها "واعدة للغاية"، مؤكدين أهمية استكشاف إمكانات هذا المكون الطبيعي في دعم الصحة العامة.
تأثير الحبة السوداء على الكوليسترول والدهون في الدم
أجرى باحثون من جامعة أوساكا متروبوليتان في اليابان تجربة سريرية شملت 42 شخصًا يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول، بهدف دراسة تأثير الحبة السوداء على صحة القلب والدهون في الدم.
طُلب من المشاركين تناول 5 غرامات يوميًا من مسحوق الحبة السوداء، أي ما يعادل ملعقة طعام تقريبًا، وذلك على مدار ثمانية أسابيع. وأظهرت النتائج انخفاضًا واضحًا في الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار والكوليسترول الكلي، إلى جانب ارتفاع في الكوليسترول الجيد، وهي مؤشرات ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.
كما كشفت التجارب الخلوية المصاحبة أن مستخلص الحبة السوداء يثبط عملية "الأديبوجينيسيس"، وهي تكوّن ونضوج الخلايا الدهنية، ما يعزز من دورها المحتمل في مكافحة السمنة وتحسين الصحة العامة.
فوائد الحبة السوداء لمرضى السكري
إلى جانب تأثيرها الإيجابي على الدهون، أبدى الباحثون اهتمامًا متزايدًا بدراسة دور الحبة السوداء في تحسين مقاومة الإنسولين لدى مرضى السكري. وأوضحت البروفيسورة أكيكو كوجيما-يوسا أن الفريق البحثي يخطط لإجراء تجارب سريرية أطول أمدًا وعلى نطاق أوسع، بهدف التعمق في فهم تأثير هذا المكون الطبيعي على عملية الأيض ومؤشرات الالتهاب في الجسم.
وتُعرف الحبة السوداء منذ قرون في الطب التقليدي بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات، وقد وصفتها مراجعة علمية نُشرت عام 2021 بأنها "عشبة معجزة" نظرًا لقدرتها على تقوية المناعة ودعم وظائف الخلايا.
وتحظى الحبة السوداء بشعبية واسعة في المطابخ العالمية، لا سيما في الهند والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تُستخدم لإضفاء نكهة مميزة على أطباق الكاري، وتُرش على الخبز كما تدخل في تحضير الأرز، الشوربات، والسلطات. نكهتها اللاذعة والحادة تجعلها مكونًا فريدًا يجمع بين الطعم والفائدة، وهو ما بدأت الأبحاث الحديثة في توثيقه علميًا.
