بمناسبة اليوم العالمي للرجل.. تأثير تراجع التستوستيرون على الذاكرة والمزاج
كشفت دراسة طبية حديثة عن ظاهرة بيولوجية تصيب الرجال في منتصف العمر تعرف باسم "سن اليأس عند الرجال" (Andropause)، وتحدث نتيجة لانخفاض تدريجي في هرمون التستوستيرون، ما يؤدي إلى تغيّرات في المزاج والذاكرة والطاقة العامة دون أن يدرك معظمهم السبب الحقيقي وراء هذه الأعراض، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي للرجل.
ويوضح الأطباء أن "سن اليأس عند الرجال" لا يحدث بصورة مفاجئة، بل يتطور ببطء على مدار سنوات نتيجة انخفاض طبيعي لمعدل التستوستيرون بنسبة 1% سنويًا بعد تجاوز سن الثلاثين. وتبين من الدراسة التي نُشرت في مجلة "Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism" أن نحو 30% من الرجال فوق سن الخمسين يعانون من انخفاض واضح في هرمون التستوستيرون، ما ينعكس على المزاج والحيوية والتركيز الذهني.
علاقة التستوستيرون بالحالة المزاجية
أكد الدكتور ألوك كومار جاه (Alok Kumar Jha)، استشاري جراحة المسالك البولية بمدينة فريد آباد الهندية، أن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالاندروبوز تبدأ تدريجيًا، حيث يلاحظ الرجال مع مرور الوقت تراجعًا في النشاط العام وحالة من الإرهاق، إلى جانب زيادة سرعة الانفعال أو الشعور بالإجهاد الذهني.
وأوضح الدكتور جاه أن هرمون التستوستيرون يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم الحالة النفسية والتفاعل العاطفي؛ ومع انخفاض نسبته، يصبح الدماغ أبطأ في التعامل مع الضغوط، ما يؤدي إلى زيادة التوتر والعصبية.
ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "The Aging Male"، وُجد ارتباط مباشر بين انخفاض التستوستيرون ومظاهر التعب العام وتقلّب المزاج وانخفاض القدرات الذهنية.
كما أظهرت دراسة أخرى نشرتها مجلة "Journal of Neuroscience" أن انخفاض التستوستيرون يؤثر سلبًا في وظائف الدماغ، بما في ذلك التركيز وسرعة التذكّر. فالكثير من الرجال في منتصف العمر يعانون من صعوبة في استرجاع المعلومات أو ضعف القدرة على التركيز المستمر، وهي حالات ترتبط غالبًا بالتغيرات الهرمونية لا بالشيخوخة فقط.
يشير الأطباء إلى أن "سن اليأس عند الرجال" لا يعد مرضًا بحد ذاته، بل مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة يمكن التعايش معها بنمط حياة صحي وعادات متوازنة. وتُظهر أبحاث نُشرت في "Journal of Urology" أن المواظبة على التمارين الرياضية المنتظمة، والنوم الكافي، والتحكم في الوزن، وتقليل التوتر النفسي تساعد على دعم توازن الهرمونات وتحسين مستويات الطاقة الذهنية والبدنية.
ويأتي الحديث عن هذه الظاهرة في اليوم العالمي للرجل تأكيدًا على أهمية رفع الوعي بالصحة النفسية والجسدية للرجال في منتصف العمر، وتبديد المفاهيم الخاطئة التي تمنعهم من الاعتراف بالتغيرات الطبيعية.
