عمر قلبك قد يكون أكبر منك.. اختبار رقمي جديد يجيبك بالأرقام
طور باحثون من جامعة نورث وسترن في ولاية شيكاغو الأمريكية أداة إلكترونية جديدة تعد الأولى من نوعها، قادرة على حساب "عمر القلب" وتقدير خطر إصابة الفرد بأمراض القلب خلال الثلاثين عامًا المقبلة.
وتستهدف الأداة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و59 عامًا، لتشجيعهم على الوقاية المبكرة واعتماد أنماط حياة صحية تقلل احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وترتكز الحاسبة على معادلات إحصائية متقدمة تُعرف باسم معادلات "بريڤينت" (Predicting Risk of Cardiovascular Disease Events - PREVENT)، التي طوّرتها رابطة القلب الأمريكية استنادًا إلى تحليل بيانات واسعة شملت عشرات الآلاف من البالغين في الولايات المتحدة.
وقد استخدم فريق البحث بيانات من نحو 8 آلاف شخص لا يعانون أمراض القلب لبناء النموذج الذي يعتمد على إجابات بسيطة حول العمر، الجنس، ضغط الدم، داء السكري، التدخين، مستوى الكوليسترول، ومؤشر كتلة الجسم.
وتعرض الأداة للمستخدم موقعه المئوي على سلم قياس الخطر مقارنة بمئة شخص من الفئة العمرية والجنسية نفسها، ما يمنحه تصورًا دقيقًا عن موقعه النسبي من حيث احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
فعلى سبيل المثال، إذا أظهرت النتيجة أن المستخدم في المئين التسعين، وهو مصطلح إحصائي يحدّد موقع الفرد ضمن مجموعة بيانات، فهذا يعني أنه من بين أعلى 10 في المئة من حيث مستوى الخطر، أي أن احتمالية تعرضه لأمراض القلب تفوق خطر 90 في المئة من أقرانه، مما يجعله ضمن فئة مرتفعة الخطورة تستدعي اهتمامًا وقائيًا مبكرًا.
الفوارق بين الجنسين في أمراض القلب
الدكتورة صديقة خان، أستاذة علم الأوبئة في الجامعة والمشرفة على تطوير الحاسبة، أوضحت أن هذا المشروع "هو المرة الأولى التي تُترجم فيها النسب المئوية إلى تقديرات بعيدة المدى لمخاطر القلب"، مشيرة إلى أن الهدف هو "تحفيز الأفراد على اتخاذ إجراءات وقائية مبكرة بدلاً من انتظار ظهور الأعراض".
وقالت خان: "نريد أن يدرك الناس أن المخاطر تبدأ مبكرًا، وأن تغيير العادات الصحية اليوم قد يمنع أزمة مستقبلية. الأمر يشبه الادخار للتقاعد، كلما بدأنا أبكر كانت العوائد الصحية أكبر".
وأضافت أن "الفارق في الخطر بين الرجال والنساء واضح من حيث النسب، إذ تظهر البيانات أن الرجال يواجهون خطرًا أعلى في كل عمر تقريبًا، لكن الخطر عند النساء يلحق بهم مع التقدم في السن"، مؤكدة أهمية أدوات تقييم تعتمد على الجنس لتقديم نتائج أكثر دقة.
ووفقًا لمؤسسة القلب البريطانية، ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن أمراض القلب بنسبة 18% بين عامي 2019 و2023، من 18,693 إلى 21,975 وفاة.
كما سُجلت زيادة بـ21% في حالات فشل القلب منذ عام 2020، وهي النسبة الأعلى منذ بدء تسجيل الإحصاءات.
ويرى الخبراء أن هذا الاتجاه يعكس تراجعًا عن عقود من التقدم، بعد أن كانت معدلات الوفيات من النوبات القلبية والسكتات الدماغية قد انخفضت إلى النصف منذ ستينيات القرن الماضي.
