دراسة تكشف تأثير الحديث الداخلي على معدل ضربات القلب
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Psychophysiology، أن الحديث الداخلي العاطفي، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، يمكن أن يؤدي إلى زيادة في معدل ضربات القلب، حتى في غياب أي حركة جسدية.
ويُعرف الحديث الداخلي بأنه الحوار الصامت الذي يجريه الإنسان مع نفسه، وهو نشاط ذهني شائع يلعب دورًا في تنظيم الانتباه والدوافع والمشاعر.
وعلى الرغم من معرفة علماء النفس بهذه الظاهرة منذ عقود، إلا أن الأبحاث التي تناولت تأثيرها المباشر على وظائف الجسم الفسيولوجية كانت محدودة.
تأثير الحديث الداخلي على وظائف القلب
قاد الباحث ميكل فالنتين من جامعة آرهوس في الدنمارك، فريقًا بحثيًا لاستكشاف العلاقة بين الحديث الداخلي العاطفي ومعدل ضربات القلب، ومقارنة تأثير الحديث الإيجابي بالسلبي، إلى جانب الحديث المحايد.
وشملت الدراسة تجربتين بمشاركة 90 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عامًا، حيث طُلب من كل مشارك الاستلقاء على سرير وارتداء جهاز لمراقبة نبض القلب، ثم ممارسة أحد أنواع الحديث الداخلي: تشجيع ذاتي إيجابي، نقد ذاتي سلبي، أو عدّ الأرقام بشكل محايد.
وتم تتبع معدل ضربات القلب بدقة، مع مراقبة الحركة لضمان أن أي تغيرات في النبض لا تعود إلى نشاط جسدي.
وأظهرت نتائج التجربتين أن الحديث الداخلي العاطفي، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، أدى إلى ارتفاع ملحوظ في معدل ضربات القلب مقارنة بالحالة المحايدة.
ولم تُسجل فروق ذات دلالة إحصائية بين تأثير الحديث الإيجابي والسلبي، حيث بدأ ارتفاع النبض بعد نحو 10 ثوانٍ من بدء الحديث الداخلي، ثم تراجع تدريجيًا.
واستبعد الباحثون تأثيرات أخرى مثل الحركة الدقيقة أو تغيرات التنفس، حيث ظل الرابط بين الحديث الداخلي العاطفي وارتفاع معدل ضربات القلب قائمًا حتى بعد تصفية هذه العوامل.
اقرأ أيضاً دراسة تكشف: النوبات القلبية الصامتة قد تكون أكثر فتكًا من النوبات التقليدية!
ومن اللافت أن الدراسة لم تجد علاقة بين تغيرات معدل ضربات القلب ودرجات المشاركين في اختبارات الاكتئاب أو التفكير المتكرر، كما أفاد معظم المشاركين بأنهم يمارسون الحديث الداخلي بانتظام، ووجدوا تنفيذ المهمة سهلًا.
ورغم أن النتائج كانت مثيرة للاهتمام، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن التأثير كان محدودًا، إذ بلغ أقل من نبضة واحدة في الدقيقة كمعدل متوسط، وقد لا يعكس بدقة ما يحدث في الحياة اليومية أثناء الحركة أو التفاعل مع الضغوط العاطفية.
كما اعتمدت الدراسة على التزام المشاركين بتعليمات نوع الحديث الداخلي المطلوب، دون وجود وسيلة مباشرة للتحقق من ذلك.
