عادة نوم سيئة تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب!
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد عن ارتباط قوي بين التعرّض للضوء الاصطناعي في ساعات المساء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، التحذير الجديد يؤكد أن مجرد كميات بسيطة من الإضاءة ليلاً قد تكون كافية لإحداث تأثيرات صحية سلبية تتراكم بمرور الوقت.
خطر الضوء الاصطناعي الليلي على صحة القلب
الدراسة، التي اعتمدت على تقنيات تصوير متقدمة تشمل فحوصات PET/CT وبيانات الأقمار الصناعية، رصدت كيف يتفاعل الدماغ والأوعية الدموية مع الإضاءة المسائية، وخلصت إلى أن الضوء قد يتحوّل إلى عامل إجهاد غير مرئي يزيد من الالتهابات داخل الشرايين، ويرفع من احتمالات الإصابة بمشكلات قلبية خطيرة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور شادي أبو هاشم، الباحث الرئيسي بالدراسة ورئيس تجارب تصوير القلب في مستشفى ماساتشوستس العام، إن البيئة المحيطة تلعب دورًا أكبر مما نعتقد في صحة القلب، موضحًا أن "الضوء الليلي، رغم كونه الأقل وضوحًا مقارنة بتلوث الهواء أو الضوضاء، إلا أن تأثيره العميق على الجهاز العصبي والأوعية الدموية قد يكون خطيرًا ومستهانًا به".
وشملت الدراسة بيانات 466 شخصًا بالغًا متوسط أعمارهم 55 عامًا، خضعوا لقياسات دقيقة لكمية الضوء المنبعث في منازلهم خلال الليل، وخلال عشر سنوات متابعة، تبيّن أن 17% من المشاركين تعرضوا لمشكلات قلبية شديدة.
أسباب الإصابة بأمراض القلب
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الأكثر تعرضًا للضوء ليلاً سجلوا نشاطًا أعلى في مركز الإجهاد داخل الدماغ، وارتفاعًا واضحًا في مؤشرات التهاب الأوعية الدموية.
وبيّنت الأرقام أن كل زيادة في مستوى التعرض للضوء مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 35% بعد خمس سنوات، و22% بعد عشر سنوات.
ويرى الباحثون أن الدماغ عندما يشعر بالتوتر حتى لو كان ناجمًا عن ضوء خافت في غرفة النوم و يطلق سلسلة من ردود الفعل المناعية التي قد تُحدث التهابات مستمرة داخل الشرايين، ما يمهّد للإصابة بتصلّب الشرايين والنوبات القلبية والسكتات الدماغية على المدى الطويل.
المثير أن تأثير الضوء الليلي بقي واضحًا حتى بعد احتساب عوامل الخطر التقليدية، مثل المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتلوث الضوضائي.
كما ظهر الخطر أعلى لدى المشاركين المقيمين في أحياء منخفضة الدخل أو المناطق ذات حركة المرور الكثيفة، حيث تكون الإضاءة الخارجية الجانبية أكثر شدة.
أهمية ضبط إضاءة الغرف أثناء النوم
ويأمل فريق البحث أن تشجع النتائج صناع القرار على اتخاذ خطوات عملية للحد من التلوث الضوئي، وتحسين جودة الإضاءة في الشوارع والمناطق السكنية، إضافة إلى نشر الوعي حول أهمية ضبط إضاءة الغرف أثناء النوم، خاصة للأشخاص المعرضين لأمراض القلب.
