لماذا تتفوق المثابرة على الموهبة؟ عالمة نفس شهيرة تكشف
أكدت عالمة النفس الأمريكية أنجيلا داكوورث، الأستاذة في جامعة بنسلفانيا، أن التفوق والنجاح في الحياة لا يعتمد فقط على الموهبة الفطرية، بل على الجهد والمثابرة المستمرة، مشيرة إلى أن "العمل الجاد يفوز على الموهبة في النهاية".
وفي حديثها عبر بودكاست "ميل روبينز"، قالت داكوورث: "بالتأكيد الموهبة مهمة، لكنها لا تكفي وحدها. فالمهارة لا قيمة لها إن لم تُستخدم وتُطبّق"، مؤكدة أن المثابرة على التعلم والتدريب هي ما يحول القدرات إلى نتائج ملموسة.
وتُعد داكوورث من أبرز الباحثين في مجال العزيمة، وهو مفهوم نفسي يجمع بين الشغف والمثابرة لتحقيق أهداف طويلة المدى، وترى أنه أكثر تأثيرًا على النجاح من الذكاء أو الموهبة.
وقد قدمت داكوورث تفسيرًا مغايرًا لمعنى "الموهبة"، إذ ترى أنها "السرعة التي يتعلم بها الإنسان أو يتحسن في مجال معين"، موضحة: "الشخص الموهوب يتطور بسرعة أكبر مع كل ساعة من الممارسة، بينما يتقدم الآخرون بخطوات أبطأ، وهذا أمر طبيعي لا يُنقص من قيمتهم".
وأضافت أن الإقرار بتفاوت المواهب بين الناس لا يجب أن يُستخدم كمبرر للتقاعس، بل كحافز لمضاعفة الجهد لتحقيق الهدف.
وتتوافق رؤية داكوورث مع تجارب عدد من الشخصيات العالمية في مجالات الرياضة والفن والأدب، فقد قال لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو: "الموهبة بلا عمل لا تساوي شيئًا"، في إشارة إلى أهمية التدريب المستمر في الحفاظ على المستوى العالي.
وفي المجال الأدبي، يرى الكاتب العالمي ستيفن كينغ أن "الموهبة أرخص من الملح، لكن ما يميز الناجحين هو العمل الشاق والمتواصل"، وهو ما يتناغم مع فلسفة داكوورث التي ترى أن الجهد المتراكم يصنع الفارق في المدى البعيد.
من وجهة نظر داكوورث، النجاح لا يأتي فجأة، بل هو نتيجة تراكم الجهد والانضباط عبر الوقت، فبينما تمنح الموهبة الانطلاقة الأولى، فإن المثابرة والانخراط في العمل اليومي هما ما يضمنان الوصول إلى المراتب العليا.
وتختم العالمة بالقول: "الموهبة تفتح الباب، لكن العزيمة والجهد هما من يدفعانك للعبور من خلاله"، داعية الشباب إلى التركيز على بناء عادة الالتزام والصبر أكثر من انتظار "الفرصة الذهبية".
