"الكوليسترول الجيد" في موضع الاتهام.. دراسة تكشف خطرًا يهدد الرجال

أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق من جامعة لوند Lund University في مدينة مالمو السويدية، بأن ارتفاع مستويات الكوليسترول الجيد، وهو أحد أنواع البروتينات الدهنية المسؤولة عن نقل الدهون الزائدة من الجسم إلى الكبد للتخلص منها، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالكسور لدى الرجال على المدى الطويل، في حين لم تُسجَّل علاقة مماثلة لدى النساء.  

وأشارت الدراسة، التي نُشرت في دورية Osteoporosis International، إلى أنها استندت إلى بيانات مأخوذة من دراسة جماعية طويلة الأمد، ضمّت 18,240 مشاركًا بمتوسط عمر بلغ 69 عامًا، كانت نسبة النساء بينهم 37%.  

اقرأ أيضًا: دراسة: ليس في الصحة الجنسية فقط.. التستوستيرون يؤثر في كثافة العظام والمزاج

وتم تحليل مستويات الكوليسترول الجيد إلى جانب عوامل صحية أخرى، مع تتبع المشاركين لمدة 12.6 عامًا.

وأظهرت نتائج الدراسة أن 25.8% من المشاركين تعرضوا لكسور جديدة خلال فترة المتابعة، وكان أكثر من نصف هؤلاء من النساء.  

تأثير الكوليسترول الجيد على صحة العظام

ومع ذلك، بينت التحليلات أن الرجال الذين ترتفع لديهم مستويات الكوليسترول الجيد أكثر عرضة للإصابة بالكسور مقارنة بغيرهم من ذوي المستويات المنخفضة.  

وأوضحت النتائج أن متوسط مستوى الكوليسترول الجيد لدى الرجال الذين أصيبوا بكسور بلغ 1.5 مليمول/لتر، في حين وصل إلى 1.4 مليمول/لتر لدى من لم يتعرضوا لأي كسور.  

ورصد الباحثون أن كل زيادة بمقدار 1 مليمول/لتر في تركيز الكوليسترول الجيد ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بالكسور بنسبة 12% في عموم السكان، وبنسبة 18% لدى الرجال، في حين لم يُلاحظ أي ارتباط مماثل لدى النساء.

بيّنت الدراسة أن الكوليسترول الجيد لم يرتبط بشكل واضح بمواقع كسور محددة، مثل كسور الورك أو الفخذ أو الساق، مرجحة أن يكون تأثيره عاماً لا يقتصر على موضع بعينه. 

وأشار الفريق البحثي، بقيادة ريتشارد ساتون، إلى أن عوامل إضافية مثل انخفاض مستويات فيتامين D أو التفاوت في امتصاص الكالسيوم والفوسفات، قد تفسر جزئيًا الارتباط الذي أوضحته النتائج، خصوصًا أن هذه المعطيات لم تكن متاحة طوال فترة المتابعة.  

كما أوضح أن كثافة المعادن في العظام جرى قياسها فقط في بداية الدراسة دون متابعة لاحقة.

وأكد الباحثون أن التعزيز المستمر لمستويات الكوليسترول الجيد لأجل تحسين صحة القلب يجب أن يقابله اهتمام مماثل بصحة العظام، خصوصًا لدى الرجال في سن متقدمة.