المشي لفترة طويلة أم قصيرة.. أيّهما أفضل لصحة القلب؟
أثبتت دراسة علمية حديثة، أنَّ نوع المشي ومدته هما العاملان الحاسمان في تحديد الفائدة القلبية، وليس فقط عدد الخطوات اليومية.
وشملت الدراسة، المنشورة في مجلة Annals of Internal Medicine، وأجراها فريق من الباحثين، 33,560 شخصًا بالغًا بمتوسط عمر بلغ 62 عامًا، وامتدت على مدار ثماني سنوات كاملة، وتناولت المقارنة بين المشي الطويل المتواصل والمشي القصير المتقطع، لمعرفة أيهما يمنح القلب فائدة أكبر ويحسّن الحالة الصحية العامة.
وخلال الدراسة، سجّل المشاركون أكبر عدد من الخطوات اليومية، والتي لم تتجاوز في المتوسط 8,000 خطوة يوميًا، إضافة إلى مراقبة أسلوب توزيع المشي.
وقد صنف الباحثون فترات المشي إلى خمس فئات محددة:
- نوبات قصيرة جدًا لا تتعدى 5 دقائق.
- نوبات قصيرة من 5 إلى 10 دقائق.
- نوبات متوسطة من 10 إلى 15 دقيقة.
- نوبات طويلة تتجاوز 15 دقيقة.
وخلال فترة المتابعة، رُصدت المؤشرات الصحية للمشاركين مثل معدلات ضغط الدم ومستويات الكوليسترول ونسب الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى معدلات الوفيات من مختلف الأسباب.
فوائد المشي المنتظم
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين مارسوا المشي المتواصل لفترات تزيد على 15 دقيقة يوميًا، أي ما يقارب 1,500 خطوة في نوبة واحدة، كانوا الأقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بمن توزعت خطواتهم على فترات قصيرة خلال اليوم.
ولاحظ الباحثون تحسنًا في مستويات ضغط الدم وتنظيم الإنسولين والسكر في الدم لدى هذه الفئة، ما يشير إلى فائدة مباشرة للمشي الطويل في دعم وظائف القلب وتقوية الدورة الدموية.
وحتى عند معادلة إجمالي عدد الخطوات اليومية بين المجموعات المختلفة، بيّنت التحاليل أن الطريقة التي يتم بها توزيع الخطوات، سواء في نوبات طويلة أو قصيرة، تُحدث فرقًا واضحًا في النتائج الصحية.
فالمشي الطويل المستمر يرفع قدرة القلب على التحمل، ويحسن التروية الدموية للأطراف، ويقلل الالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض الشرايين.
وفي المقابل، كشفت الدراسة أن المشي القصير لا يزال مفيدًا من النواحي المزاجية والنفسية، إذ يسهم في تخفيف التوتر وتحسين الحالة الذهنية ويُظهر تأثيرًا إيجابيًا على ضغط الدم على المدى القصير.
إلا أن هذه النزهات القصيرة، خصوصًا تلك التي تقل عن 5 دقائق، ولم تُظهر أي تأثير يُذكر في الحد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية أو في خفض معدلات الوفاة.
ولاحظ الباحثون أن نمط الحياة المستقرة، مثل البقاء لفترات طويلة دون حركة، يزيد من ضعف كفاءة الجهاز القلبي الوعائي حتى عند ممارسة المشي القصير لاحقًا.
أما الأشخاص الذين التزموا بالمشي الطويل المنتظم يوميًا، فقد أظهروا تراجعًا واضحًا في المؤشرات الحيوية المرتبطة بالمخاطر القلبية، ما يعزز أهمية مدة واستمرارية النشاط البدني بشكل يومي.
تختتم الدراسة بنصيحة واضحة: أي مقدار من المشي أفضل من الجلوس، لكن للحصول على الفائدة القصوى، لا بد من اعتماد المشي الطويل كعادة يومية ثابتة.
