كيف يساعد المشي المعتدل على تأخير فقدان الذاكرة؟
كشفت دراسة حديثة أن المشي نحو 5000 خطوة يوميًا يمكن أن يبطئ تطور مرض ألزهايمر لعدة سنوات، مما يعزز الأدلة على أن النشاط البدني المعتدل يسهم في الحفاظ على صحة الدماغ.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعتمدون نمطًا حياتيًا نشطًا لديهم تراكم أبطأ لبروتين «تاو» الضار في الدماغ، وهو ما يقلل من خطر التراجع المعرفي المرتبط بالمرض.
الدراسة، التي شارك فيها 296 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 50 و90 عامًا، ونُشرت في مجلة "Nature"، أوضحت أن المشاركين الذين ساروا ما بين 5000 و7500 خطوة يوميًا أبطأوا التدهور المعرفي بنحو سبع سنوات، بينما ساعد النشاط المتوسط بين 3000 و5000 خطوة على تأخيره ثلاث سنوات.
وأوضح الباحثون أن النشاط البدني أدى إلى إبطاء تراكم بروتين «تاو»، الذي يُعتقد أنه من أبرز الأسباب الكامنة وراء فقدان خلايا الدماغ ووظائف الذاكرة.
تأثير نمط الحياة على الدماغ
قال الدكتور جاسمير تشهاوال من جامعة هارفارد إن العوامل السلوكية تؤثر في المراحل المبكرة جدًا من ألزهايمر، مشددًا على أهمية البدء بتغييرات في نمط الحياة باكرًا لتأخير الأعراض المعرفية.
وأكدت الدكتورة رييسا سبيرلينغ، من الجامعة نفسها، أن الاجتماعات البحثية أظهرت إمكانية زيادة "مقاومة الدماغ" للأعراض إذا تم التحرك في الوقت المناسب.
وأشار خبراء آخرون إلى أن هذه النتائج تشير إلى أن حتى المستويات المتواضعة من النشاط، مثل المشي أكثر من 3000 خطوة يوميًا، تمنح فوائد ملموسة على صحة الدماغ، حتى لدى مَن تظهر لديهم بدايات ألزهايمر في الدماغ.
ومع ذلك، حذر البروفيسور تشارلز مارشال من جامعة كوين ماري في لندن من أن الدراسة لا تثبت أن النشاط البدني وحده هو العامل الحاسم، بل قد يكون الأشخاص الأكثر نشاطًا يتمتعون بصحة عامة أفضل في الأصل.
وأكد الدكتور ريتشارد أوكلي من جمعية ألزهايمر أن هذه النتائج تعزز الرسالة بأن ما يفيد القلب يفيد أيضًا الدماغ، مشيرًا إلى أن ممارسة النشاط المنتظم إلى جانب التغذية المتوازنة وتجنّب التدخين وخفض استهلاك الكحول تساعد مجتمعة في تقليل خطر الخرف.
وأوصت منظمة الصحة العالمية بالحصول على 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة أسبوعيًا على الأقل، لافتةً إلى أن قلة الحركة تُعد من أبرز أسباب الوفاة حول العالم.
وتشير التقديرات في بريطانيا إلى أن نمط الحياة الخامل يؤدي إلى وفاة نحو 70 ألف شخص سنويًا، فيما ترصد الولايات المتحدة أن نحو 8.3% من وفيات البالغين سببها قلة النشاط البدني.
