هل يشي شكل الدماغ بالخطر؟ دراسة تربط التغيرات العمرية بالخرف

كشفت دراسة علمية جديدة أن الدماغ البشري لا يتقلص فقط مع التقدّم في العمر، بل يخضع لتغيرات منتظمة يمكن قياسها، وهو ما قد يمهّد الطريق لفهم أعمق لتدهور الوظائف الإدراكية المرتبط بالعمر، وربما يستخدم لاحقًا في الكشف المبكر عن خطر الإصابة بالخرف والزهايمر.

وبينما كانت الأبحاث السابقة تركز على انكماش مناطق محددة من الدماغ مثل الحُصين، المعروف بدوره في الذاكرة، فإن هذه الدراسة اتخذت منهجًا شاملًا، حيث بحثت في التغيّرات لشكل الدماغ بالكامل، بدلًا من التركيز على الحجم فقط.

وقال مؤلف الدراسة المنشورة في مجلة  Nature Communications، الدكتور نيلس يانسن، الأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة لاغونا في الإسبانية: "وجدنا أن الدماغ لا ينكمش فقط، بل يهبط تدريجيًا. فالأجزاء السفلية من الدماغ تتمدد إلى الخارج، بينما تنكمش الأجزاء العلوية نحو الداخل، مما يغيّر شكل الجمجمة من الداخل بطريقة ملحوظة".

اقرأ أيضا: خبراء يحذرون: الحياة المزدحمة قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف

الدراسة استخدمت صور أشعة بالرنين المغناطيسي لأكثر من 2600 شخص تتراوح أعمارهم بين 30 و97 عامًا، من قواعد بيانات ضخمة مثل OASIS ومركز كامبريدج لأبحاث الشيخوخة، ما أتاح رصد أنماط دقيقة من التمدد والانكماش مع التقدم في العمر.

العلاقة بين شكل الدماغ والتدهور الإدراكي

رغم أن هذه التغيرات في الشكل تبدو بسيطة، إلا أن الدراسة وجدت علاقة اتساق واضحة بينها وبين الأداء الإدراكي، فالأشخاص الذين سجلوا درجات أدنى في اختبارات الذاكرة والوظائف التنفيذية كانوا أكثر عرضة لتغيرات شكلية حادة في الدماغ، مثل ازدياد المسافة بين الفصين الصدغيين، وانكماش الفص الجداري.

يرى الباحثون أن شكل الدماغ يمكن أن يكون أحد مؤشرات الخطر المبكر للزهايمر، خصوصًا في مناطق مثل القشرة الشمية الداخلية (Entorhinal Cortex) التي تلامس قاع الجمجمة، ما يجعلها عرضة للضغط والتلف مع التقدّم في العمر.

ورغم أن الدراسة استندت بشكل رئيسي إلى بيانات لأشخاص من أعمار مختلفة تمت دراستهم في وقت واحد، فقد تم تأكيد النتائج في مجموعات مستقلة، مما يعزز موثوقيتها. 

ومع ذلك، يؤكد الباحثون الحاجة إلى المزيد من الدراسات طويلة المدى لفهم الآليات الدقيقة وراء هذه التغيرات، كما أشاروا إلى أن التحولات في شكل الدماغ قد ترتبط بعوامل متعددة، مثل تغير تركيب الأنسجة أو توازن السوائل داخل الدماغ.