دراسة إسبانية تكشف تأثير النظام الغذائي المتوسطي في الوقاية من السكري
اكتشف باحثون في إسبانيا أن الجمع بين النظام الغذائي المتوسطي منخفض السعرات و التمارين الرياضية المعتدلة و الدعم المهني لإدارة الوزن يمكن أن يقلل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 31% .
تم إجراء هذه الدراسة تحت إشراف جامعة نافارا الإسبانية، بمشاركة أكثر من 200 باحث من 22 جامعة ومؤسسة بحثية. كان الهدف من الدراسة إثبات فعالية النظام الغذائي المتوسطي في الوقاية من السكري، وتقديم دليل قوي حول كيف يمكن تحسين أنماط الحياة للحد من الأمراض المزمنة مثل السكري.
كيف ساعد النظام الغذائي المتوسطي في تقليل خطر السكري؟
تم نشر الدراسة في مجلة "Annals of Internal Medicine"، حيث تبين أن المشاركين الذين اعتمدوا النظام الغذائي المتوسطي منخفض السعرات (حوالي 600 سعر حراري أقل يوميًا) ودمجوا ذلك مع التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي السريع، بالإضافة إلى الدعم المهني لإدارة الوزن، أظهروا تحسنًا كبيرًا في الوقاية من السكري.
وتبين أن هذه المجموعة لم تفقد الوزن فقط، بل تقلصت أحجام خصورهم بمعدل 3.6 سم، مقارنة بالمجموعة الأخرى التي اتبعت نظامًا غذائيًا تقليديًا. وقد أدى ذلك إلى منع ثلاث حالات جديدة من السكري لكل 100 مشارك، وهو تحسن ملحوظ في الصحة العامة.
اقرأ أيضا: معجزة الشاي الأخضر.. كيف يحمي عضلاتك من أضرار السمنة ويحسن مستوى السكر في الدم؟
ما هي فائدة النظام الغذائي المتوسطي في مكافحة السكري؟
النظام الغذائي المتوسطي، الذي يركز على تناول الفواكه، والخضروات، والأسماك، والزيوت الصحية مثل زيت الزيتون، أظهر قدرته على تحسين حساسية الأنسولين وتقليل الالتهابات، مما يعزز من الوقاية من مرض السكري.
وقالت ميغيل أنخيل مارتينيز-غونزاليس، الأستاذ في جامعة نافارا وأحد القائمين على البحث:"النظام الغذائي المتوسطي الذي يحتوي على تقليل السعرات والتمارين الرياضية يشكل أداة فعالة للوقاية من مرض السكري، وهو نموذج يمكن تطبيقه بشكل عالمي لمكافحة هذه الأزمة الصحية المتزايدة."
أهمية الدراسة في مكافحة السكري والسمنة عالميًا
تزداد معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع 2 في جميع أنحاء العالم، خاصة في الدول المتقدمة حيث تزداد معدلات السمنة ونمط الحياة غير النشط. وتشير الفيدرالية الدولية للسكري إلى أن المرض يؤثر الآن على أكثر من 530 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مما يجعل الوقاية من السكري أمرًا بالغ الأهمية.
تُعد الدراسة الإسبانية خطوة هامة في مكافحة السكري والسمنة على مستوى العالم، حيث تقدم نهجًا واقعيًا و قابلاً للتنفيذ في البلدان التي تعاني من ارتفاع معدلات السمنة.
وفقًا للمراجعات الدولية التي أُجريت على الدراسة، يُعتبر النهج الذي جمع بين النظام الغذائي المتوسطي و التمارين الرياضية و الدعم المهني فعالًا في الوقاية من السكري. لكن بعض الخبراء في التغذية والصحة العامة أشاروا إلى أن تحديات الوصول إلى الطعام الصحي و البيئات الحضرية قد تشكل عقبات في توسيع تطبيق هذه الاستراتيجيات في مناطق أخرى مثل الولايات المتحدة أو الدول ذات الاقتصادات النامية.
وفي هذا السياق، دعا الخبراء إلى تعزيز السياسات العامة التي تروج للأطعمة الصحية وتشجع على أنماط الحياة النشطة، لضمان تطبيق النموذج بشكل عالمي و مستدام.
تعتبر الدراسة الإسبانية بمثابة دليل قوي على أن التغييرات الصغيرة والمستمرة في نمط الحياة، مثل تقليل السعرات و ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية من السكري. وفي الوقت الذي تتنافس فيه أدوية جديدة ضد السمنة والسكري على العناوين الرئيسية، تظل الأساليب البسيطة والطبيعية مثل النظام الغذائي المتوسطي حلاً مستدامًا و فعالًا للوقاية من المرض على المدى الطويل.
