من المكتب إلى الصحّة: كيف يحافظ الرجل على وزنه رغم ضغوط الحياة العملية
لا تدع ضغوط العمل تستهلك تفكيرك وتشد أعصابك بلا جدوى، فربما يكون الوزن الذي اكتسبته مؤخرًا نتيجة تلك الضغوط المستمرة التي بالكاد تخفّ بين الحين والآخر.
في عصرنا الرقمي، أصبح من الصعب الانفصال عن العمل حتى أثناء التواجد في المنزل، مما يضاعف التوتر الناتج عن الأعباء المهنية، بل ويُحفّز أيضًا على الاحتراق النفسي.
وبما أنّ التوتر يُعد أحد الأسباب الرئيسة لزيادة الوزن ويزيد الرغبة في تناول السكريات والوجبات السريعة، يبقى السؤال الملحّ: كيف يحافظ الرجل على وزنه المثالي رغم ضغوط العمل؟
تأثير ضغوط العمل على زيادة الوزن عند الرجال
يمكن للتوتر الناتج عن ضغوط العمل أن يُسبِّب زيادة الوزن عند الرجال من خلال عدّة عوامل:
1. اشتهاء السكريات
عندما تشعر بالتوتر، غالبًا ما تميل إلى تناول السكريات لأنها تمنحك دفعةً فورية من الطاقة، في الوقت الذي يعتقد فيه الجسم أنه بحاجةٍ إليها. لكن الاعتياد على ذلك باستمرار، خاصةً في فترات الضغط، يدفع الجسم إلى تخزين السكر الزائد في صورة دهون، خصوصًا في منطقة البطن.
2. خلل التمثيل الغذائي
يتسبّب التوتر في ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول في الدم، وحتى لو لم تتناول أطعمة مليئة بالسكر، فإن الكورتيزول يُبطئ التمثيل الغذائي، مما يجعل فقدان الوزن أصعب.
فقد وجدت دراسة منشورة في دورية "Biological Psychiatry" عام 2015، أن الأشخاص الذين تعرّضوا لمستوياتٍ عالية من التوتر خلال الـ24 ساعة قبل تناول وجبة دهنية غنية بالسعرات، أحرقوا في المتوسط 104 سعرات حرارية أقل من غير المتوترين، مما يوضح دور التوتر في إبطاء التمثيل الغذائي.
3. الميل إلى الوجبات الجاهزة
مع الإرهاق الوظيفي، يصبح تحضير الوجبات الصحية أمرًا صعبًا. يلجأ الكثيرون إلى تناول أول خيار متاح، وغالبًا ما تكون الوجبات السريعة، التي تسهم بمرور الوقت في تراكم الدهون وزيادة الوزن.
4. قلّة ممارسة التمارين الرياضية
طبيعة العمل المكتبي تزيد من فترات الجلوس الطويل، التي تُقلل من النشاط البدني وتُضعف عمليات الحرق. ومع تناول طعام غير صحي بسبب التوتر، تصبح الزيادة في الوزن مسألة وقتٍ لا أكثر.
5. قلّة النوم
يعاني الكثير من قلة النوم عند التوتر، وقد وجدت دراسة في "Nutrients" عام 2022 أن الحرمان من النوم يؤدي إلى بطء عملية التمثيل الغذائي. كما يقلل التعب الناتج عن قلة النوم من الإرادة، ويدفع إلى خياراتٍ غذائيةٍ غير صحيّة.
الاحتراق النفسي في العمل وزيادة الوزن
لا تقف ضغوط العمل عند حدود التوتر، إذ يمكن أن تؤدي إلى الاحتراق النفسي، الذي يُعد من نتاجات الضغط المزمن.
بيّنت دراسة عام 2019 في "Journal of Health Psychology" أن الموظفين الذين شعروا بالإرهاق النفسي يتبنون سلوكياتٍ غذائية غير صحية ويُمارسون القليل من التمارين الرياضية، ما يزيد احتمالية زيادة الوزن.
كيف يحافظ الرجل على وزنه المثالي رغم ضغوط العمل؟
يبدأ الحفاظ على الوزن بتطبيق استراتيجياتٍ فعّالة لتقليل التوتر وتنظيم النشاط اليومي. ومن أبرزها:
1. ممارسة التمارين الرياضية
ممارسة الرياضة ركيزةٌ أساسية لتقليل التوتر والحفاظ على الوزن، ويُوصى بنحو 30 دقيقة يوميًا، خمسة أيام أسبوعيًا، مثل المشي أو ركوب الدراجة، ويمكن استبدالها بتمارينٍ بسيطة في مكان العمل.
2. التخطيط المسبق للوجبات
خصّص وقتًا في عطلة نهاية الأسبوع لإعداد وجباتٍ صحية تُقسَّم على مدار الأسبوع لتجنّب الوجبات السريعة. كما يمكن الاستعاضة عن الذهاب لصالة الرياضة بجدولة نشاطٍ بدنيٍّ قصير يوميًا.
3. وضع حدودٍ واضحة مع العمل
افصل بين وقت العمل وراحتك؛ لا تتحقق من البريد الإلكتروني أو ترد على المكالمات في أوقات العشاء أو قبل النوم. هذا الانفصال ضروري للحفاظ على التوازن الذهني.
4. استراحة لإعادة الشحن
احرص على أخذ فترات راحةٍ دورية، سواء في نهاية الأسبوع أو عبر توقفٍ يوميٍ قصير، لتصفية الذهن واستعادة النشاط. خُذ إجازتك عندما تستطيع لتجنب الإرهاق.
5. اعتماد تقنيات الاسترخاء
أدرج أنشطة بسيطة في يومك، مثل المشي أو التنفّس العميق لتقليل التوتر وتنظيم معدل ضربات القلب، مما ينعكس إيجابًا على وزنك وصحتك العامة.
