بحث كوري: تململ الساقين مرتبط بارتفاع احتمالات الإصابة بالشلل الرعاش
كشفت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون من مستشفى جامعة (Korea University Ansan Hospital) عن وجود ارتباط مثير للقلق بين متلازمة تململ الساقين ومرض باركنسون (هو اضطراب عصبي تدريجي يؤثر في قدرة الدماغ على التحكم في حركة الجسم.)، حيث تبيّن أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تململ الساقين أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بغيرهم.
خطر أعلى لمرض باركنسون لدى المصابين بتململ الساقين
تُعد متلازمة تململ الساقين (Restless Leg Syndrome) اضطرابًا عصبياً شائعًا يصيب نحو 10% من السكان حول العالم، ويظهر بشكل أكبر لدى النساء. وتتميّز الحالة بإحساس غير مريح في الساقين يوصف بأنه شعور “يزحف” تحت الجلد، خصوصًا أثناء الليل، مما يدفع المريض إلى تحريك ساقيه باستمرار لتخفيف الانزعاج.
وأوضح الباحثون أن تأثير المتلازمة لا يقتصر على النوم فحسب، بل قد ينعكس سلبًا على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية والمهنية، خاصة لدى الحالات المزمنة التي تعاني من أرق مستمر وإجهاد ذهني.
وفي الدراسة التي شملت 19,838 شخصًا بالغًا تمت متابعتهم على مدى 15 عامًا، سُجّل أن 1.6% من المصابين بمتلازمة تململ الساقين أُصيبوا بمرض باركنسون لاحقًا، مقارنة بـ 1% فقط من غير المصابين.
وبيّنت النتائج أن المرضى الذين تناولوا أدوية محفّزة للدوبامين (Dopamine Agonists) — مثل براميبيكسول (Pramipexole) وروبينيرول (Ropinirole) — كانوا أقل عرضة للإصابة بباركنسون مقارنة بمن لم يتلقوا هذه الأدوية.
فمن بين المصابين بمتلازمة تململ الساقين، أُصيب 0.5% فقط ممن استخدموا الأدوية بالمرض، مقابل 2.1% من الذين لم يستخدموها.
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر مقاعد الدراجة الهوائية المبطنة على الخصوبة؟ دراسة توضح
وأوضح الباحثون أن الدوبامين يلعب دورًا محوريًا في كلتا الحالتين، إذ إن مرض باركنسون يحدث عندما تتلف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ، ما يؤدي إلى نقص في الإشارات العصبية المسؤولة عن التحكم الدقيق في حركة العضلات، وهو ما يسبب الرعاش وبطء الحركة ومشاكل التوازن.
وأشار العلماء إلى أن العلاقة بين الحالتين قد لا تكون ناجمة فقط عن مسار الدوبامين العصبي، بل ربما تعود إلى آليات أخرى مثل الالتهابات العصبية أو اضطرابات في النظام الحسي في الدماغ.
وقال الفريق البحثي:
"قد يكون من الأنسب تفسير متلازمة تململ الساقين كعامل خطر محتمل للإصابة بباركنسون، وليس كعرض مبكر للمرض."
ورغم دقة الدراسة وطول مدتها، حذّر الباحثون من تفسير النتائج بحذر، لأن التشخيصات اعتمدت على الملاحظات السريرية دون فحوص مخبرية دقيقة، ما قد يعني أن بعض الحالات أُسيء تصنيفها.
وأشاروا إلى احتمال أن تكون بعض حالات اضطراب سلوك حركة العين السريعة (REM Sleep Behavior Disorder) — وهو أحد الأعراض المبكرة المعروفة لباركنسون — قد تم تشخيصها خطأ على أنها متلازمة تململ الساقين.
يُذكر أن نحو 166 ألف شخص في المملكة المتحدة يعيشون حاليًا مع مرض باركنسون، وهو رقم مرشح للتضاعف بحلول عام 2050. ورغم أن المرض ليس مميتًا بحد ذاته، إلا أنه يجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بالتهابات ومضاعفات خطيرة.
ومن أبرز المشاهير الذين عانوا من المرض الممثل مايكل جاي فوكس الذي شُخّص به عام 1991 وأصبح لاحقًا من أبرز الداعمين لبحوث إيجاد علاج له، إلى جانب أسطورة الروك الراحل أوزي أوزبورن الذي كشف إصابته عام 2019.
