هل حان وقت التخلي عن مؤشر كتلة الجسم؟ دراسة تكشف مفاجأة صادمة!
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة واترلو الكندية، عن قصور خطير في دقة مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index – BMI)، الذي يُستخدم منذ عقود كأحد أهم المقاييس الطبية لتحديد ما إذا كان الفرد يعاني من زيادة في الوزن أو السمنة.
وأكد الباحثون أن هذا المقياس لا يعكس الحقيقة الصحية للأشخاص، بل قد يؤدي إلى إصدار أحكام طبية واجتماعية غير عادلة.
وقالت الدكتورة ألي بيلي، أستاذة الدراسات الصحية في جامعة واترلو وقائدة البحث، إن مؤشر كتلة الجسم لا يقيس ما يعتقده الناس فعلاً، موضحة أنه "لا يميّز بين العضلات والدهون، ولا يراعي توزيع الدهون في الجسم، ويتجاهل عوامل مثل العمر والجنس والأصل العرقي".
وأضافت أن شخصين قد يملكان القيمة نفسها من مؤشر BMI لكن حالتهما الصحية مختلفة تمامًا، مشيرة إلى أن الاعتماد المفرط على هذا المقياس في العيادات والمستشفيات قد يؤثر على قرارات طبية حساسة.
وأوضحت الدراسة أن مؤشر كتلة الجسم لم يُنشأ أصلًا لأغراض طبية، بل طُوّر في القرن التاسع عشر كأداة إحصائية حساب المتوسط العددي لشكل الجسم، دون الأخذ في الاعتبار التنوع البشري.
وأشارت بيلي إلى أن المقياس "استُخدم لاحقًا لتبرير أفكار عنصرية ومتحيزة ضد الأجسام الممتلئة"، لافتة إلى أن المجتمع الطبي تبنّاه لاحقًا بشكل خاطئ كمؤشر للصحة والجمال واللياقة.
وأكد الباحثون أن الاعتماد المستمر على BMI يرسّخ صورًا نمطية ضارة عن الأجسام، ويؤدي إلى التمييز ضد الأشخاص ذوي البدانة أو الإعاقات أو كبار السن، معتبرين أنه بات أداة تُسهم في الوصم الاجتماعي أكثر من كونها مقياسًا علميًا.
اقرأ أيضًا: ما هي الطرق المحتملة لاستعادة حاسة الشم بعد كوفيد؟ دراسة حديثة تجيب
خيارات جديدة لقياس الصحة
واقترحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Body Image بعنوان “?The Body Mass Index: What’s the Use”، ثلاثة مسارات لإعادة التفكير في هذا المعيار:
- الاستمرار في استخدام BMI، لكن مع الاعتراف بتاريخِه الإشكالي وحدوده الواضحة.
- استبداله بمقاييس أكثر دقة، تشمل عوامل متعددة مثل توزيع الدهون ونسبة العضلات والمخرجات الصحية الفعلية.
- التخلّي عنه تمامًا، وهو الخيار الذي دعا إليه الباحثون بقوة، معتبرين أنه لا يخدم الصحة العامة بل يعزز التمييز الاجتماعي.
وأكدت بيلي أن الوقت قد حان لتبني مفهوم أكثر شمولًا وإنصافًا للصحة، يأخذ في الحسبان العوامل الجسدية والنفسية والاجتماعية، بدلًا من اختزال الإنسان في رقم واحد لا يعكس واقعه الصحي.
وأضافت أن الاعتماد على مؤشرات بديلة مثل محيط الخصر، ونسبة الدهون في الجسم، ومستوى اللياقة القلبية والبدنية قد يوفر صورة أدق عن صحة الأفراد والمجتمعات، ويساعد على تجنّب التمييز القائم على الشكل الخارجي أو الوزن.
