دراسة تحذر من الاعتماد على شات جي بي تي في التشخيص الطبي: قد يضللك بثقة!
حذّر خبراء الصحة من الاعتماد على شات جي بي تي في التشخيص الطبي، مشيرين إلى أنه لا يمكنه استبدال الأطباء أو تقديم تشخيص دقيق، رغم قدرته على تزويد المستخدمين بمعلومات عامة عن الأمراض والأدوية.
وأظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة iScience بقيادة الباحث أحمد عابدين حامد من جامعة بينغهامتون الأمريكية، أن أداء شات جي بي تي في المجال الطبي لا يزال محدودًا، خصوصًا في التعامل مع الأعراض المبهمة أو الوصف العام للحالة الصحية.
وخلال التجربة، حلّل فريق البحث قدرة شات جي بي تي على تحديد الأمراض والأدوية والمصطلحات الجينية بدقة، فحقق معدل أداء يتراوح بين 88% و97% في المعلومات الثابتة، لكنه فشل في تفسير الأعراض عندما استخدم المشاركون لغة غير طبية أو تعبيرات مبسطة.
وقال حامد: "الأمراض كانت سهلة التحديد، وكذلك الأدوية، لكن الأعراض كانت أكثر تعقيدًا. عندما يسأل المستخدم بلغة عادية، يفشل شات جي بي تي في ربط الأعراض بالأسباب الطبية المحتملة".
مخاطرة في الثقة المطلقة بالذكاء الاصطناعي
وأشار الباحثون إلى أن المشكلة تكمن في أسلوب شات جي بي تي اللغوي الودّي، الذي يُبسّط المصطلحات الطبية أكثر من اللازم، ما يؤدي إلى إجابات غير دقيقة رغم أنها تُقدَّم بثقة عالية.
وأوضح الطبيب الأمريكي أندرو ثورنتون، من مركز ويلستار الطبي في ولاية جورجيا، أن خطورة هذه الثقة تكمن في أن المستخدم لا يستطيع تمييز الخطأ، قائلاً: "شات جي بي تي يعرض المعلومات بثقة تامة سواء كانت صحيحة أو خاطئة، وهذا قد يؤدي إلى مخاطر حقيقية على الصحة إذا اعتمد الأشخاص عليه في الحالات الطارئة".
وأضاف: "في المواقف العاجلة، يجب الاتصال بالطوارئ فورًا وليس استشارة الإنترنت أو الذكاء الاصطناعي".
اقرأ أيضًا: دراسة نفسية: لماذا يُنقذ النوم أثناء الغضب علاقاتنا من الانهيار؟
وأظهر تقرير لمركز بيو للأبحاث أن 34% من البالغين الأمريكيين استخدموا شات جي بي تي مرة واحدة على الأقل، وهو ضعف النسبة المسجّلة في عام 2023.
كما أشار استطلاع مؤسسة KFF لعام 2024 إلى أن 17% من الأمريكيين يلجؤون إلى روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي للحصول على معلومات طبية شهرية، وترتفع النسبة إلى 25% بين من هم دون الثلاثين عامًا.
وأكد ثورنتون أن انتشار الذكاء الاصطناعي جعل المرضى أكثر انفتاحًا في الحديث عن ما يقرؤونه عبر الإنترنت خلال زياراتهم الطبية، مضيفًا أن المشكلة ليست في استخدام الإنترنت، بل في الاعتماد المفرط عليه.
ورغم التحذيرات، يرى الخبراء أن شات جي بي تي يمكن أن يكون أداة مساعدة في التثقيف الصحي وليس وسيلة للتشخيص، إذ يمكن استخدامه لفهم طبيعة الأمراض أو الأدوية بشكل عام، لكن تشخيص الحالات يجب أن يظل مسؤولية الطبيب المختص.
وقال ثورنتون: "يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإضافة معلومات عامة أو فهم الأدوية والأمراض، لكن لا ينبغي استخدامه لتحديد التشخيص أو تقرير العلاج. هذه مهمة الطبيب فقط".
وأكد الباحثون أن التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يجعلها مستقبلًا أكثر دقة في المجال الطبي، لكنها حتى الآن لا تملك القدرة على استيعاب الفروق الدقيقة في الأعراض أو السياقات الصحية الفردية.
