هل الجلوس الخاطئ يسرق نومك؟ خبراء يربطون بين "عنق التقنية" والأرق
كشفت ليزا أرتيس، نائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة "The Sleep Charity"، والمتخصصة في دراسة وتحليل أنماط النوم واضطراباته، أن اضطرابات النوم قد لا تكون ناتجة عن الوسادة أو الفراش، بل عن وضعية الجسم خلال النهار.
وأوضحت أن الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات بوضعية منحنية يسبب ضغطًا على الجهاز العضلي الهيكلي، ما يؤدي إلى آلام في الرقبة والظهر، ويمنع الجسم من الدخول في مراحل النوم العميق.
وأشارت إلى أن "عنق التقنية"، وهو مصطلح يُستخدم لوصف التوتر الناتج عن الانحناء المستمر أثناء استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية، أصبح سببًا شائعًا للأرق.
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة Simba أن نصف المشاركين يعانون من آلام مزمنة في الرقبة والظهر تؤثر على جودة نومهم، حيث تبدأ الأوجاع فور استرخاء الجسم ليلاً، ما يدفعهم إلى اعتماد وضعيات نوم غير صحية تزيد من المشكلة.
تأثير "عنق التقنية" على جودة النوم العميق
بحسب ليزا أرتيس، فإن النوم على البطن يزيد من تفاقم المشكلة، لأنه يسبب التواء في العمود الفقري وضغطًا إضافيًا على الكتفين، كما أن النوم على الجانب دون دعم جيد للوسادة قد يؤدي إلى تفاقم "عنق التقنية".
وأفضل وضعيات النوم، وفقًا لها، هي الاستلقاء على الظهر أو الجانب، مع الحفاظ على استقامة الرأس والرقبة والعمود الفقري.
وتشير التقديرات إلى أن ثلث البريطانيين‘ على سبيل المثال، يعانون من اضطرابات النوم، والتي ترتبط بعدة أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والكلى، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسكتات الدماغية، كما أن قلة النوم تؤثر سلبًا على الذاكرة والقدرة على التعلم، وترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض عصبية مثل الزهايمر.
وتُظهر الدراسات أن اضطرابات النوم المزمنة قد تقلل من متوسط العمر المتوقع، حيث تفقد النساء نحو 4.7 سنوات من حياتهن، والرجال نحو 2.4 سنوات.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تكشف كيف تعزز العلاقات الرومانسية رفاهية الأفراد
خطوات عملية لتحسين الوضعية وتقليل اضطرابات النوم
تؤكد ليزا أرتيس أن تحسين وضعية الجسم خلال النهار يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في جودة النوم ليلاً، فالجلوس لفترات طويلة دون حركة يؤدي إلى تيبس العضلات، خاصة في الرقبة والكتفين.
وتنصح بأخذ فترات راحة قصيرة كل 45 دقيقة إلى ساعة، تتضمن الوقوف، التمدد، أو تحريك الكتفين، كما تشير إلى أن النظر المستمر للأسفل أثناء استخدام الهاتف يضيف ضغطًا يصل إلى 22 كيلوجرامًا على فقرات الرقبة، ما يسبب سلسلة من التوترات، تمتد إلى أسفل الظهر والحوض.
هذا التوتر المزمن قد يؤدي إلى صداع، ضعف في الحركة، وتراجع في الدورة الدموية، ورغم أن تحسين الوضعية يتطلب التزامًا وقد يسبب بعض الانزعاج في البداية، إلا أن نتائجه على النوم والصحة العامة تستحق الجهد.
ومن المهم أيضًا الانتباه إلى أن الإفراط في النوم له آثار سلبية، منها زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب، واضطراب الساعة البيولوجية للجسم، ما يؤدي إلى شعور دائم بالخمول والتشوش الذهني عند الاستيقاظ.
