دراسة جديدة تكشف كيف تعزز العلاقات الرومانسية رفاهية الأفراد
أظهرت دراسة جديدة أن الدخول في علاقة رومانسية والحفاظ عليها يمكن أن يؤدي إلى تحسينات ملحوظة في الرفاهية النفسية، خصوصًا في المجالات المرتبطة مباشرة بوجود شريك.
وأوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة Social Psychological and Personality Science أن الرضا عن الحياة ارتفع بشكل طفيف، بينما كانت التحسينات أكثر وضوحًا في الرضا الجنسي، تقليل الشعور بالوحدة، والشعور بالارتياح تجاه الحالة العاطفية، مع تأثير أقوى لدى الرجال ولدى الأشخاص الذين لديهم رغبة قوية في الدخول في علاقة.
تأثير العلاقات على السعادة
سعى الباحثون لاختبار الفرضية الشائعة بأن كون الفرد في علاقة رومانسية يزيد من سعادته. وعلى الرغم من الدراسات السابقة التي أظهرت أن الأفراد المرتبطين يبلّغون عن مستوى رفاهية أعلى من العزاب، إلا أن هناك شكوكًا حول ما إذا كانت العلاقات سببًا مباشرًا لهذه الفروق.
وبعض الباحثين رأوا أن الاختلافات قد تكون نتيجة تأثيرات الاختيار، أي أن الأشخاص الأكثر سعادة أو الاجتماعية أكثر احتمالًا لجذب شركاء.
وأوضح جيف ماكدونالد، أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ في جامعة تورونتو، أن الدراسات السابقة ركزت على الانتقال من المواعدة إلى الزواج، بينما كانت الدراسة الجديدة تبحث في الانتقال من العزوبية إلى المواعدة، مع التركيز على المجالات الخاصة بالحياة التي تتأثر بالشراكة، مثل الرضا الجنسي، بدلاً من الاعتماد على تقييم عام للحياة.
وتابع فريق البحث أكثر من 3,100 شخص بالغ أعزب لمدة ستة أشهر. كان جميع المشاركين أعزب لمدة ثلاثة أشهر على الأقل قبل بدء الدراسة، وتتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا، مع توازن نسبي بين الجنسين والتوجهات الجنسية.
تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: من بقي أعزبًا، من بدأ علاقة واستمر فيها، ومن بدأ علاقة لكنه انفصل قبل نهاية الدراسة.
اقرأ أيضًا: دراسة نفسية: لماذا يُنقذ النوم أثناء الغضب علاقاتنا من الانهيار؟
هل الحب يقلل الوحدة؟
أظهرت النتائج أن من دخلوا علاقة واستمروا فيها أبلغوا عن زيادة ملحوظة في الرفاهية مقارنة بالذين بقوا أعزب. وكانت أكبر المكاسب في المجالات المرتبطة بالعلاقة مثل:
- زيادة كبيرة في الرضا الجنسي.
- ارتياح أكبر للحالة العاطفية.
- انخفاض كبير في الشعور بالوحدة.
كما أظهرت الدراسة أن الرضا العام عن الحياة زاد بشكل طفيف، في حين لم يلحظ من بدأوا علاقة ثم انفصلوا نفس الفوائد، وبقيت رفاهيتهم مشابهة لمن بقوا أعزبًا.
واختبرت الدراسة تأثير الرغبة في وجود شريك، وكانت النتائج متوقعة: الأشخاص الذين يرغبون بشدة في علاقة شهدوا أكبر المكاسب في الرفاهية.
ومع ذلك، حتى الذين لديهم رغبة أقل من المتوسط أظهروا زيادة كبيرة في الرضا الجنسي والحالة العاطفية وانخفاض الوحدة.
وأوضح الباحثون أن النتائج تُظهر أن الدخول في علاقة يرفع الرفاهية في المجالات المرتبطة مباشرة بالشريك، ولكن لا يغير بالضرورة كل جوانب الحياة.
كما أشاروا إلى أن النتائج لا تعني أن كل فرد سيستفيد بنفس الشكل، وأن الأشخاص الذين يقدّرون الاستقلالية أو الذين لا يرغبون في الارتباط قد لا يلاحظون أي مكاسب، وقد تتداخل العلاقة أحيانًا مع أهداف الحياة الأخرى.
