هل ينافس حليب المكسرات نظيره الحيواني في التغذية؟ دراسة تكشف
أظهرت مراجعة علمية نُشرت مؤخرًا في مجلة "Beverages"، أن مشروبات المكسرات مثل اللوز، الكاجو، الجوز، البندق، الفستق، وجوز الهند، تُعد بدائل نباتية واعدة للحليب الحيواني، لما تحتويه من دهون صحية ونكهات مميزة، لكنها لا تزال تعاني من نقص في البروتين وبعض العناصر الغذائية الأساسية.
فوائد مشروبات المكسرات
تحتوي مشروبات المكسرات على نسب عالية من الدهون غير المشبعة، مثل الأحماض الدهنية الأحادية والمتعددة، التي تدعم صحة القلب والأوعية، ومع ذلك، فإن عمليات التصنيع مثل النقع والطحن والتصفية تؤدي إلى تقليل محتوى البروتين ليصل إلى ما بين 1 و2.5% فقط، مقارنةً بـ3.3% في الحليب الحيواني.
ولتقليص هذه الفجوة، توصي الدراسة بإضافة عناصر غذائية مثل الكالسيوم، فيتامين D، وفيتامين B12، إلى جانب دمج المكسرات مع البقوليات لرفع نسبة البروتين، واختيار المنتجات غير المحلاة لتقليل السكر المضاف.
ومن الناحية الميكروبيولوجية، تُعد سلامة المنتج أولوية، خاصة في مواجهة مسببات الأمراض مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية، فيما تُستخدم تقنيات حرارية مثل المعالجة بدرجة حرارة عالية لفترة قصيرة (HTST) والمعالجة الفائقة (UHT) لتمديد فترة الصلاحية.
كما أشارت الدراسة إلى تقنيات غير حرارية مثل المعالجة بالضغط العالي (HPH وUHPH)، والمعالجة الهيدروستاتيكية، والنبضات الكهربائية، والتسخين الأومي، التي تساهم في تقليل الميكروبات مع الحفاظ على النكهة والقيمة الغذائية.
هل تنافس المكسرات اللبن الحيواني؟
يعاني العديد من المستهلكين من انفصال الطبقات و"الطعم الطباشيري" في بعض مشروبات المكسرات، ولحل هذه المشكلة، تُستخدم مثبتات طبيعية مثل البكتين وصمغ الزانثان لتحسين القوام، كما أن التحكم في درجات التحميص، ودمج أنواع مختلفة من المكسرات، يساعد في تحسين النكهة وتقليل المذاق "المؤكسد" غير المرغوب فيه.
وتُظهر الدراسة أن التخمير باستخدام بكتيريا حمض اللاكتيك (LAB) مثل Lactobacillus وBifidobacterium يمكن أن يحول مشروبات المكسرات إلى أطعمة وظيفية.
فالتخمير يخفض درجة الحموضة، ويُحسن القوام، ويُعزز النشاط الحيوي مثل مضادات الأكسدة، ويقلل من المركبات المضادة للتغذية مثل حمض الفيتيك، مما يُحسن امتصاص المعادن.
اقرأ أيضًا: هل المكسرات تعيق خسارة الوزن؟ الدراسات الحديثة تكشف الحقيقة المدهشة
كما أن بعض السلالات تُنتج سكريات خارجية طبيعية تُحسن القوام وتُقدم فوائد بروبيوتيكية، بشرط أن تبقى الكمية الحية من البكتيريا فوق العتبة المطلوبة (10⁶–10⁷ CFU/mL) خلال التخزين.
وتوصي الدراسة المستهلكين بقراءة الملصقات بعناية، واختيار المنتجات المدعّمة بالكالسيوم وفيتامين D وB12، وتجنّب المنتجات المحلاة أو الغنية بالصوديوم، كما شددت على أهمية التحقق من وجود تحذيرات واضحة بشأن مسببات الحساسية، خاصة لمن يعانون من حساسية المكسرات.
