عادة يومية غير متوقعة تعزز السعادة بين الزوجين!
كشفت دراسة حديثة أن النميمة بين الأزواج قد تكون أكثر فائدة مما يعتقد البعض للعلاقات الرومانسية، إذ أظهرت أن الأزواج الذين يتبادلون الحديث عن الآخرين يشعرون بسعادة أكبر وجودة أعلى في العلاقة.
وأوضح باحثو الدراسة المنشورة في Journal of Social and Personal Relationships أن النقاش حول الغائبين بين الشركاء، سواء أكان إيجابيًا أم سلبيًا، يعزز الترابط العاطفي والتواصل المشترك، ويبرز الدور الإيجابي للنميمة كعنصر طبيعي ومؤثر في الحياة اليومية للأزواج.
تأثير النميمة على العلاقات الزوجية
ورغم الانتقادات التي توجه للنميمة باعتبارها تصرفًا تافهًا أو سلبيًا، أشار علماء النفس منذ فترة إلى أن الحديث عن الآخرين يعزز الروابط الاجتماعية بين الأصدقاء والزملاء، ويبدو الآن أن له أثرًا مشابهًا بين الشركاء الرومانسيين.
وإذ تظهر التجربة العملية أن النميمة المشتركة بين الزوجين تعزز الشعور بالثقة والانتماء، وتدعم الاتفاق على القيم والمبادئ المشتركة داخل العلاقة، ما يجعلها أداة غير متوقعة لتعزيز الصحة العاطفية للعلاقة.
اقرأ أيضًا: هل يساعد الانبهار على تعزيز الوحدة والانتماء؟ دراسة علمية تقدم الإجابة
وأجريت الدراسة من قبل الباحثين تشاندلر إم. سبار وميغان إل. روبينز من جامعة كاليفورنيا، وشملت 76 زوجًا، جميعهم في علاقات طويلة الأمد ويعيشون معًا لمدة سنة على الأقل، بهدف دراسة ديناميكيات العلاقات في بيئتها الطبيعية بعيدًا عن تأثيرات المختبر.
وارتدى كل مشارك جهاز تسجيل صغير يُعرف بـ "إلكترونيكلي آكتيفيتد ريكوردر"Electronically Activated Recorder (EAR) خلال عطلتين متتاليتين لنهاية الأسبوع، مما أتاح للباحثين التقاط مقاطع صوتية قصيرة في المنزل والعمل والأماكن العامة.
فوائد النميمة للأزواج
وتم جمع ما يقارب 100,000 مقطع صوتي، ثم قام فريق من الباحثين بترميز المحادثات لتحديد لحظات النميمة، في حين أكمل المشاركون استبيانات لتقييم مستوى السعادة وجودة العلاقة لديهم، ما أتاح الربط بين سلوك النميمة والرضا العاطفي الواقعي داخل العلاقة.
وتؤكد هذه النتائج أن النميمة ليست مجرد نشاط ترفيهي أو سلبي، بل يمكن أن تصبح عنصرًا مهمًا في تقوية العلاقة بين الشركاء، من خلال تعزيز الاتصال العاطفي، الثقة، والانتماء، مع تأثير واضح على شعورهم بالسعادة وجودة التفاعل اليومي.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف علاقة ذكريات الحياة السابقة بالصحة النفسية
أظهرت نتائج الدراسة أن النميمة تشكل جزءًا شائعًا من محادثات الأزواج اليومية، حيث يقضي الشركاء متوسط 38 دقيقة يوميًا في الحديث عن الآخرين، ويشارك معظم الأزواج في النميمة على الأقل مرة واحدة خلال فترة الدراسة.
وأشارت النتائج أيضًا إلى أن الأزواج الذين يمارسون النميمة بشكل متكرر يسجلون مستويات أعلى من السعادة وجودة العلاقة.
وأوضح الباحثان أن ممارسة النميمة المشتركة بين الشركاء قد تعزز شعورهم بأنهم "في نفس الفريق"، ما يسهم في زيادة الاتصال العاطفي، الثقة، والانتماء، ويقوي الخصائص الإيجابية للعلاقة بشكل عام.
