هل يؤثر دخان الحرائق على الإنجاب؟ دراسة حديثة تكشف الحقيقة
في ظل تزايد الحرائق في مناطق مختلفة حول العالم، سواء كانت حرائق صناعية، منزلية، أو بيئية، كشفت دراسة حديثة من جامعة واشنطن للطب عن تأثير مباشر لهذه الظواهر على الصحة الإنجابية للرجال.
فقد أظهرت النتائج أن التعرض لدخان الحرائق يرتبط بانخفاض واضح في جودة الحيوانات المنوية، خاصة لدى المرضى الذين يخضعون لعلاجات الخصوبة.
تأثير دخان الحرائق على الحيوانات المنوية
الدراسة التي نُشرت في مجلة Fertility and Sterility، اعتمدت على تحليل عينات السائل المنوي لـ84 رجلًا خضعوا لإجراءات التلقيح داخل الرحم بين عامي 2018 و2022.
الباحثون قارنوا بين نتائج التحاليل قبل وبعد التعرض لفترات من تلوث الهواء الناتج عن الحرائق، ما أتاح لهم فرصة فريدة لدراسة تأثير الدخان على الخصوبة.
النتائج كانت واضحة: انخفاض في تركيز الحيوانات المنوية، العدد الإجمالي، عدد الحيوانات المنوية القادرة على الحركة، وعدد الحيوانات المنوية ذات الحركة التقدمية.
ورغم تسجيل ارتفاع طفيف في نسبة الحركة التقدمية، إلا أنه لم يكن كافيًا لتعويض التراجع العام في جودة السائل المنوي.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف علاقة ذكريات الحياة السابقة بالصحة النفسية
تأثيرات الحرائق على صحة الرجال
وأوضحت الدكتورة تريستان نيكولسون، الأستاذة المساعدة في قسم المسالك البولية بجامعة واشنطن، أن هذه النتائج تعزز الأدلة المتزايدة على أن التعرض البيئي، وخصوصًا لدخان الحرائق، يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة الإنجابية.
وأضافت أن المرضى في الدراسة كانوا بمثابة "ضوابط ذاتية"، حيث تم تحليل بياناتهم عبر سنوات مختلفة من التعرض، مما يعزز مصداقية النتائج.
الدراسة تتماشى مع أبحاث سابقة ربطت بين التلوث الهوائي وتراجع الخصوبة، ومع تزايد الحرائق في المناطق الحضرية والصناعية، شددت نيكولسون على أهمية فهم تأثير هذه الظاهرة على الصحة الإنجابية، خاصة أن الجزيئات الدقيقة في الدخان ترتبط بمشاكل تنفسية، وسرطان الرئة، والسكتات الدماغية، والتدهور المعرفي.
ورغم أن الدراسة لم تهدف إلى قياس نتائج الحمل بشكل مباشر، إلا أن نسبة الحمل في المجموعة كانت 11%، ونسبة الولادة الحية 9%، وهي نسب تتماشى مع المعدلات المنشورة سابقًا في الأدبيات الطبية.
ومن الأسئلة التي لم تجب عنها الدراسة: هل يمكن للحيوانات المنوية أن تستعيد جودتها بعد انتهاء التعرض لدخان الحرائق؟
تقول نيكولسون: "نحن مهتمون جدًا بمعرفة كيف ومتى تتعافى الحيوانات المنوية بعد التعرض للدخان، ونقوم حاليًا بدراسة تجريبية في منطقة سياتل لتقييم هذا التأثير بشكل مباشر".
