لاعب الكاراتيه السعودي عبدالله الحربي: رفع راية وطني وسام لا يُقدّر بثمن وطموحاتي لا سقف لها
في عالم الكاراتيه، حيث تُصقل العزائم وتُختبر الإرادة، شق عبدالله الحربي طريقه بثبات منذ أن كان في التاسعة من عمره، حاملاً شغفًا لا يلين وطموحًا بلا حدود. من البطولات المحلية إلى منصات التتويج القارية والعالمية، جمع الحربي في رصيده ذهبية بطولة العالم (دوري الاتحاد الدولي) 2016، وذهبية البطولة العربية 2018، ولقب كأس وزير الرياضة السعودية 2024، إلى جانب إنجازات على مستوى المملكة والخليج وآسيا. مسيرة حافلة بالانتصارات جعلته رمزًا للإصرار وواجهة مشرّفة للكاراتيه السعودي.
في لقائنا معه هذا يحدثنا عن بداياته، والداعمين له، والتجارب الصعبة التي مر بها، كما يكشف لنا أسرار الحفاظ على لياقته الذهنية والبدنية.
متى بدأت رحلتك مع لعبة الكاراتيه؟ وما الذي جذبك إليها في البداية؟
بدأت بعمر 9 سنوات، وكان ذلك شغفًا فطريًّا تجاه هذه الرياضة القتالية التي تجمع بين الانضباط الجسدي والاتزان الذهني، فطبيعة الرياضة والحماس الذي يصدر من خلال أداء حركاتها هو أكثر ما جذبني آنذاك، فقد شعرت أنني أمارس رياضة تمنحني القوة والثقة، وتعزز من قدرتي على التركيز والانضباط.
من كان أول من دعمك في مسيرتك الرياضية؟
بلا شك، كان والدي ووالدتي هما أول من آمن بموهبتي ووقفا إلى جانبي منذ البدايات، كما ساندني أفراد عائلتي جميعًا بتشجيعهم المستمر، ولا يمكن أبدًا أن أنسى دور مدربي، فقد كان له الفضل الأكبر من خلال الدور الكبير الذي قام به في تطوير مستواي الرياضي وتوجيهي نحو الاحتراف منذ سنواتي الأولى في اللعبة.
ما هي أصعب لحظة مررت بها خلال تدريبك أو مشاركاتك الأولى؟
من أصعب اللحظات التي لا تُنسى في مسيرتي كانت عند مشاركتي في أول بطولة رسمية، فكان التوتر يسيطر علي بشكل كبير، حيث اختلطت مشاعر القلق بالحماس، لكنها كانت تجربة مهمة علمتني الكثير عن التحكم في نفسي، وأعتبرها محطة فارقة في رحلتي.
كيف تصف تجربتك مع المنتخب السعودي للكاراتيه؟
تجربتي لا أستطيع وصفها بحروف، فهي من أعظم المحطات في حياتي الرياضية. شعور عظيم بالفخر والاعتزاز أني أمثل وطني العظيم المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية ورفع رايتها، فهذا شرف عظيم لا يقارن بأي شعور آخر، فأنا فخور وسعيد جدًا بتمثيل وطني خير تمثيل وأعتبره وسامًا على صدري أعتز به إلى الأبد.
ما أبرز إنجازاتك مع المنتخب حتى الآن؟
على مستوى المنتخب الوطني هو تحقيق لقب بطولة دوري العالم للكاراتيه، إلى جانب تتويجي مع الفريق بلقب أسياد آسيا، هاتان البطولتان تحديدًا تمثلان لي ذروة النجاح الرياضي، نظرًا لقوتهما التنافسية ومكانتهما العالمية، وقد تطلب الوصول إليهما جهدًا وتضحية هائلة.
اقرأ أيضًا: بطل الملاكمة السعودي زياد المعيوف: في كل نزالٍ أروي حكاية وطن ودعاء أمي سر ثباتي في الحلبة
ما البطولة التي تعتز بها أكثر من غيرها؟ ولماذا؟
جميع البطولات التي شاركت بها أعتز فيها، ولكن بطولة دوري العالم وأسياد آسيا يحظيان بنصيب الأسد لقوة البطولتين وصعوبتهما، فهما لا تعكسان فقط مهارتي وتقدمي الرياضي، بل تشهدان على التحديات التي تجاوزتها لأصل إلى هذه اللحظة، لذا أعتبرهما بمثابة تتويج لكل لحظة تعب ومثابرة.
كيف تحافظ على لياقتك البدنية والذهنية خلال الاستعداد للبطولات؟
الاستعداد لأي بطولة يتطلب مزيجًا من الانضباط البدني والصفاء الذهني، لذلك أحرص على الاستمرارية في التمرين والتركيز على الأهداف، إلى جانب المواظبة على النوم الصحي والتغذية السليمة، فكل هذه العناصر تضمن لي البقاء في أفضل حالة ممكنة قبل وفي أثناء المنافسات.
ما هو الروتين التدريبي اليومي الذي تتبعه؟
تمريني يتكون من تمرين بدني وتكتيكي لرفع كفاءة لعبي في أثناء المباراة.
كيف تتعامل مع الضغط النفسي قبل أو في أثناء المباريات الكبيرة؟
الضغوط جزء لا يتجزأ من حياة الرياضي، وخصوصًا في المباريات الكبرى، وأنا أتعامل مع هذا الضغط من خلال الثقة بالله أولًا، ثم الإيمان بأنني أعددت نفسي جيدًا، فالتمرين الجاد هو السبيل الوحيد لتقليل التوتر.
ماذا يعني لك تمثيل المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية؟
تمثيل المملكة شرف لا يضاهيه شرف، فهو شعور بالفخر والمسؤولية في آن واحد، فهو شرف كبير لي ووسام على صدري.
ما طموحاتك المستقبلية مع المنتخب وفي مسيرتك الفردية؟
طموحاتي لا تتوقف أبدًا، فأطمح إلى تحقيق المزيد من الألقاب الكبرى، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وأسعى للمشاركة في كل بطولة عالمية مؤثرة، وأن أكون سببًا في رفع اسم السعودية في المحافل الرياضية باستمرار، وأتمنى تحقيق العديد والمزيد من البطولات.
كيف ترى تطور رياضة الكاراتيه في المملكة؟
الرياضة السعودية عمومًا في تطور مستمر، أما بالنسبة لرياضة الكاراتيه فقد شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، بفضل الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الرشيدة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، فأصبح لدينا بنية تحتية رياضية، ومدربون على مستوى عالمي، ومشاركات دولية متزايدة.
ما الرسالة التي تود توجيهها للشباب السعودي الراغب في دخول عالم الكاراتيه؟
رسالتي لكل شاب سعودي يريد ممارسة لعبة الكاراتيه: لا تستعجل النتائج، فالصبر هو مفتاح كل نجاح، التزم بالتدريب، وثابر على تطوير نفسك، ولا تسمح لأي عقبة أن توقفك، فالكاراتيه فضلًا عن كونه رياضة قتالية، فهو أسلوب حياة يعلمك الصبر والانضباط، والثقة بالنفس.
من هو مثلك الأعلى في الرياضة عمومًا، وفي الكاراتيه تحديدًا؟
أنا من الأشخاص الذين يرون أن كل ناجح يمكن أن يكون قدوة، سواء في الكاراتيه أو الرياضة عمومًا، فأتعلم من كل رياضي تخطى الصعاب وحقق النجاح بإرادته.
هل من كلمة شكر أو إهداء تود توجيهها بعد آخر إنجاز حققته؟
بكل فخر وامتنان، أتوجه بالشكر إلى كل من وقف بجانبي خلال رحلتي: عائلتي ومدربي وأصدقائي وكل من شجعني وآمن بموهبتي، كما أهدي هذا الإنجاز لوطني الغالي الذي منحني الفرصة لأحقق حلمي وأرفع رايته، وبإذن الله القادم أفضل.
