بطل الملاكمة السعودي زياد المعيوف: في كل نزالٍ أروي حكاية وطن ودعاء أمي سر ثباتي في الحلبة
تحت أضواء الحلبة، وبين الحبال المشدودة، يقف زياد المعيوف لا يسمع سوى نبض قلبه مع راية السعودية، ولا يرى إلا حلم كل شاب سعودي بالفوز. يدخل نزالاته سفيرًا يقاتل بروح وطن كامل، عازمًا أن يكتب فصلًا ذهبيًا في تاريخ الملاكمة السعودية، مستمدًا قوته من إيقاع القلب ومن وهج العلم الأخضر.
المعيوف الذي جرّب في طفولته أكثر من رياضة قبل أن يكتشف شغفه بالملاكمة، لم يكتفِ بأن يكون لاعبًا هاويًا، بل صاغ لنفسه طريقًا مغايرًا حتى أصبح أول ملاكم سعودي محترف. بالنسبة إليه، الحلبة ليست غاية شخصية، بل هي جسرٌ يربط المملكة بالعالم، ومنصة يفتح عبرها أبواب الحلم لجيل جديد من السعوديين في زمن النهضة ورؤية 2030.
في هذا الحوار الخاص مع مجلة "الرجل"، يكشف زياد المعيوف عن البدايات، وعن الإيمان الذي حمله من أسرته، وعن الشغف الذي أشعلته الملاكمة في داخله، وعن سر نجاحه في الوصول إلى العالمية. والأهم، عن شعوره حين يدخل الحلبة وقد رفع العلم الأخضر معه، ليكون شاهدًا على مرحلة استثنائية في مسيرة وطن يحتفل اليوم بتاريخه ومستقبله معًا.
أكثر من مجرد رياضي..
سمعتك ذات مرة تقول إنك لا ترید أن تكون ملاكمًا فقط... لذا دعني أبدأ من ھنا وأسألك من ھو زیاد المعیوف؟
عندما یسمع الناس كلمة “ملاكم”، غالبًا ما یتبادر إلى أذھانھم الصورة الجسدیة فقط القفازات، واللكمات، وھدیر الجماھیر، ولحظة رفع الید إعلانًا للنصر، لكن بالنسبة لي، كانت الملاكمة دائمًا منصة ولیست غایة بحد ذاتھا، فھي المسرح الذي أستطیع من خلاله أن أروي قصة أكبر بكثیر، قصة وطني، المملكة العربیة السعودیة، في واحدة من أكثر مراحلھا التاریخیة والتحولیة.
لم أرغب یومًا أن یُعرف اسمي كریاضي فقط، بل أرید أن تُقاس مسیرتي بالأبواب التي فتحتھا للآخرین، وبالفخر الذي جلبته، وبالرسالة التي أوصلتھا لكل شاب سعودي یملك حلمًا أكبر من نفسه.
أنا أرى نفسي أكثر من مجرد ریاضي، أنا جسر یربط بین الثقافات، بین المملكة العربیة السعودیة والمجتمع الریاضي العالمي. رسالتي أن أجعل من الطبیعي أن یرى العالم الریاضیین السعودیین على أكبر المنصات، یتنافسون على أعلى الألقاب ویحققونھا.
عندما أفكر في من أنا، أفكر في دوري في ھذه اللحظة التاریخیة لبلادي، أفكر حين كنت طفلاً وأشاھد آخرین یحققون ما كان یبدو مستحیلًا وأرغب أن أكون أنا ذلك الشخص. ھذا ھو زیاد المعیوف، لیس مجرد مقاتل في الحلبة، بل هو مقاتل من أجل الفرص، ومن أجل التمثیل، ومن أجل أحلام جیل جدید من السعودیین.
تربيت على الانضباط والاحترام..
كیف كانت نشأتك؟ ومن ھي الشخصیات التي تأثرت بھا في مرحلة الطفولة؟
نشأتي كانت الأساس لكل ما أنا علیه الیوم، أنعم الله عليّ بأن أترعرع في بیت یضع الانضباط، والاحترام، والإیمان، والامتنان فوق كل اعتبار، ھذه القیم لم تكن مجرد كلمات في أسرتي، بل كانت مبادئ نعیشھا یومیًّا.
كان والدي دائمًا واحدًا من أعظم قدواتي، علّمني أن القوة الحقیقیة لا تقاس بمدى قوة ضربتك، بل بمدى قدرتك على التحمل دون أن تفقد ھدوءك، أظھر لي أن الصبر من أعظم أشكال القوة أن تبقى ھادئًا أمام الضغوط، وأن تفكر بصفاء حین ترتفع المشاعر، وأن تختار المكافأة طویلة المدى على الإغراء قصیر المدى.
أما والدتي، فقد منحتني الأساس العاطفي الذي حملني طوال مسیرتي. كان إیمانھا بي ثابتًا حتى في لحظات شكوكي في نفسي، علّمتني أھمیة النیة أن یكون كل ما نفعله بإخلاص، وبھدف صحیح، وبطریقة ترضي الله دائمًا.
وفي صغري أیضًا، تأثرت بالریاضیین الذین جعلوا من ریاضتھم وسیلة لروایة قصة أكبر، سواء كان محمد علي الذي مثّل ما ھو أكبر من مجرد ملاكمة، أو أیقونات ریاضیة عالمیة أخرى حملت فخر أوطانھا في كل مباراة، فقد رأیت أن الریاضة یمكن أن تكون أداة للتبادل الثقافي، ولتمثیل الوطن، ولإحداث تغییر مجتمعي.
ماذا عن الجانب التعلیمي؟ ما ھو المجال الذي تخصصت دراسیًا به؟ ولماذا؟
التعلیم كان دائمًا جزءًا أساسیًا من حیاتي، لیس كمجرد متطلب، بل كأداة لبناء العقلية والانضباط والوعي المطلوب للنجاح في أي مجال، خصوصًا في رياضة مثل الملاكمة. اخترتُ دراسة علم النفس عن قصد، لأنه مرتبط بشكل عمیق بالطریقة التي أنظر بھا للملاكمة، وللمنافسة، وللحیاة بشكل عام.
اخترت علم النفس لأن الملاكمة لیست مجرد قوة بدنیة أو مھارة فنیة، بل ھي أیضًا سیطرة ذھنیة، واستراتیجیة، وصلابة عاطفیة، في أعلى مستویات ھذه الریاضة. كثیر من الملاكمین متقاربون في القدرات البدنیة، لكن ما یفرق بین الجید والعظیم ھو العقل، كیف تفكر تحت الضغط، كیف تتعامل مع الخوف، كیف تتأقلم عندما تتغیر الخطة، وكیف تحافظ على ھدوئك عندما یكون كل شيء على المحك. دراسة علم النفس أعطتني الأدوات لأقوي ھذا الجانب من حرفتي.
في تلك المرحلة من العمر (الطفولة) ھل رغبت بأن تكون ملاكمًا؟ اروِ لنا قصة ذلك.
الریاضة كانت جزءًا من حیاتي منذ أن كنت طفلًا، لم أكن فقط نشیطًا، كنت دائمًا أتنقل من ریاضة لأخرى، أجرّب كل ما أقدر أن أصل له.
مارست السباحة، وكرة الماء، وكرة القدم، والجودو، والتنس. وكل ریاضة علمتني شيئًا مختلفًا: الانضباط في السباحة، وروح الفریق في كرة القدم، والتوازن والتركیز في الجودو، والدقة الفنیة في التنس. ورغم استمتاعي بها جميعًا فإن ما أشعل بي الشغف هو الملاكمة.
في یوم من الأيام عدت إلى المنزل وأخبرت عائلتي بالتالي: “أريد أن أصبح ملاكمًا” ومنذ ذلك الحين وقفوا معي ودعموني بشكل كامل، وھذا فضل لن أنساه لھم.
مدربي رسم طريق احترافي
أنت أول ملاكم سعودي محترف.. كیف احترفت ھذه الریاضة؟
أن أكون أول ملاكم سعودي محترف لم يكن بالأمر السهل الذي يحدث بين ليلة وضحاها، لقد كان نتیجة سنوات طویلة من التضحیة، والانضباط، ورسالة واضحة تتجاوز الطموح الشخصي.
لقد كانت بدایاتي من خلال التدریب المحلي والمشاركة في بطولات الھواة واكتساب أكبر قدر من الخبرة.
أذكر أن أهم خطوة في ھذه الرحلة كانت إیجاد المدرب والفریق المناسب، لقد التقیت مرتين بــ جـیمس “Buddy” مكغيرت البطل العالمي السابق والاسم الكبیر في قاعة مشاھیر الملاكمة. إن وجود مدرب بھذا الحجم ليدربني كان إنجازًا بحد ذاته.
ماكغريت معروف باختیاراته الدقیقة، وقد درّب أعظم الأسماء في التاریخ. التدریب تحت یده كان أشبه بمدرسة یومیة و ليس فقط في المھارات، بل في الذكاء داخل الحلبة، والانضباط، وفھم الجانب العقلي من الریاضة.
عندما دخلت الحلبة في نزالي الأول كمحترف، كنت أعرف أني أصنع التاریخ، لكن كنت أعرف أيضًا أن ھذه مجرد بدایة. الھدف ليس أن أكون “الأول” فقط. بل الھدف أن أجعل الطریق أوضح، والفرص أكبر، والحلم أقرب لكل ملاكم سعودي یطمح أن یسلك ھذا الطریق.
الذهن يحدد
كیف تستعد نفسیًّا قبل المواجھات؟
بالنسبة لي، التحضیر الذھني أھم من التحضیر البدني، ففي الملاكمة، من الممكن أن یكون لديك أفضل لیاقة، وأسرع یدین، وأقوى لكمة، لكن إذا لم يكن ذھنك حاضرًا ومسیطرًا، كل ذلك قد ینھار في لحظة دخولك للحلبة، لذا الذھن ھو ما یحدد كیف تتعامل مع الضغط، كیف تقرأ خصمك، وكیف تواجه أي موقف مفاجئ.
ماذا یدور في داخلك قبل صعودك على الحلبة؟
قبل دخولي إلى الحلبة، تكون لحظات یخف فیھا صوت الجمھور في ذھني، حتى لو كانت ثواني معدودة، وكأنني أقف على حدود عالمین: عالم خلف الحبال الذي أشاهد فيه الناس والأضواء والكامیرات والمشھد الكبیر، وعالم داخل الحبال وهو الذي أشاهد فيه نفسي وخصمي فقط.
وعندما تلامس قدمي أرضیة الحلبة، لا أعود للتفكير في التوتر أو في “ماذا لو”. أفكر فقط في: “ھذا ھو.. ھذه اللحظة التي تعبت من أجلها".
أود أن تشاركنا مشاعرك وأنت بوسط الحلبة، ما الذي یدور في داخلك حینھا؟
في هذه اللحظة التي أكون بها وسط الحلبة، كل شيء يصبح أوضح. الألوان، والأصوات، والحركات، والأضواء العلوية أشعر بها بشدة. الحبال تطوقني بشكل أقرَب، والأجواء تختلط بين حرارة وعرق وتوتر، حينها أسمع دقات قلبي، فقط ليس بدافع الخوف، أستمع إليها وكأنھا إیقاع طبل. جسمي یتحرك كأنه على وضعية الطیار الآلي، تقوده سنین من التكرار، والتمارین، والذاكرة العضلیة.
ماھي النزالات التي لا تنساھا حتى الآن؟ ولماذا؟
.في حیاة أي ملاكم، هناك لیالٍ لن تُمحى من ذاكرته، ليس بسبب الأضواء أو الكامیرات، لكن بسبب المعنى والتاریخ الذي يقع خلفها، بالنسبة إلي، كل نزال كان یحمل وزنًا أكبر بكثیر من طموحاتي الشخصیة، دائمًا أستبدل بمفردة “أنا” كلمة “نحن”، لأنني إذا دخلت الحلبة، لا أقاتل بمفردي. كل خطوة لي في الحلبة تحمل أحلام السعودیة، وشبابھا، وكل شخص آمن أن ھذا الأمر من الممكن أن يحدث.
نزالي الأول كمحترف یبقى واحدًا من أفخر لحظات حیاتي، كان بمدينة جدة، في النزال التمھیدي بین أنتوني جوشوا وألكسندر أوسیك، تلك اللیلة كانت أول مرة يشارك فيها ملاكم سعودي محترف على مسرح بذلك الحجم. لأول مرة أعيش تلك الأجواء، حيث آلاف المتفرجین في المدرجات، وعلم السعودیة مرفوع بكل فخر، وإحساس بأن التاریخ یُكتب مع كل ثانیة.
اقرأ أيضًا: الحسن بن رزق لـ"الرجل": حولت شغفي إلى براءة اختراع في "الناقل الذكي للأدوية"
الانضباط والتواضع سر نجاحي
التقیت بمجموعة كبیرة من الریاضیین العالمیين في مختلف الألعاب، برأیك ما ھو عامل النجاح المشترك بينهم؟
على مر السنین، تشرفت بلقاء أعظم الریاضیین في العالم والتعلم منهم، وذلك في الملاكمة، وكرة القدم، والفنون القتالیة المختلطة، وغیرھا كثیر، ومع الوقت تكتشف أن الموھبة وحدھا ليست ھي العامل الحاسم، الفارق الحقیقي يتضح في طریقة تعاملھم مع أنفسھم، ومع یومھم وتفاصیله الصغیرة، ومع من يحيطون بهم.
واحد من أكثر الأمثلة إلھامًا بالنسبة إلي كان أنتوني جوشوا، فهو شخص أعجبت به قبل العمل معه، أو التوقيع مع فریق إدارته، وقبل أن أصبح أول سعودي وعربي يقوم بذلك.
بالنسبة إلي أول عامل مشترك بین كل الریاضیین الناجحین هو الانضباط والعطاء. العامل الثاني ھو التواضع، فالأبطال الذين التقيت بهم لم يجعلوا إنجازاتهم تؤثر على مسيرتهم وطريقة نظرتهم إلى الأمور.
یدربك بطل العالم في الملاكمة جـیمس “Buddy” مكغيرت، ما ھي أسرار نجاحه التي اكتشفتھا؟
من أول لحظة دخلت فیھا النادي مع المدرب الأسطوري بَدي ماكغرت، علمت لماذا ھو بطل عالم مرتین، ومدرب مصنف في قاعة المشاھیر، فله حضور مختلف عن أي شخص آخر. إنه يتسم بالهدوء والتركيز، وتطوف حوله هالة الصمت، وعندما يتحدث يمتلئ حديثه بالخبرة والمعرفة.
أول سر من أسرار نجاحه ھو قدرته على رؤیة النزال قبل أن يبدأ، لديه موھبة استثنائیة في قراءة أسلوب الخصم، والتنبؤ بتعدیلاته، وبناء استراتیجیة تجعل مقاتله ھو المتحكم.
فهو لا یركز على الھجوم أو الدفع فقط، بل كيف ومتى تخاطر؟ ومتى تحفظ طاقتك؟ وكیف تجبر خصمك على أن یلعب لعبتك وليس لعبته. إن متابعة طریقة تحلیله للخصم تشبه متابعة أستاذ شطرنج یفكر بمستقبل ثلاث نقلات مقبلة.
نصيحتي للأجيال المقبلة..
ما الذي من الممكن أن تقوله للأجیال المقبلة التي تود احتراف الملاكمة؟
إذا كان ثمة رسالة واحدة أوجھھا للجیل الجدید من شباب السعودیة وكذلك إلى الشباب في كل مكان الذين یحلمون أن يكونوا ملاكمین محترفین، فھي "الحلم حلمك، وممكن یتحقق"، مھما كان مكان البدایة، ومھما كان الھدف بعیدًا، بالجد والصبر والإیمان تستطيع الوصول.
الملاكمة ليست ریاضة قوة وسرعة فقط ھي ریاضة انضباط، وصلابة، وتركیز.
كیف ترى ریاضة الملاكمة في السعودیة خلال الفترة المقبلة؟
أنا مؤمن أننا الیوم في بدایة عصر ذھبي لریاضة الملاكمة في السعودیة، ما شاهدناه في السنوات الأخیرة شيء استثنائي، فالمملكة انتقلت من استضافة فعالیات دولیة محدودة إلى أن تصبح أھم الوجھات في أجندة الملاكمة العالمیة، حيث تشهد الرياض وجدة والدرعية اليوم أهم النزالات الرياضية في العالم.
قیادة خادم الحرمین الشریفین الملك سلمان بن عبدالعزیز وسمو ولي العھد الأمیر محمد بن سلمان كان لھا دور محوري في تحقیق ھذا. رؤیتھم للمملكة، من خلال رؤیة 2030، لم تستهدف التنویع الاقتصادي فقط، بل استهدفت بناء مجتمع حیوي تكون الریاضة جزءًا أساسيًا من ثقافته.
ولا بد أن أذكر فضل معالي المستشار تركي آل الشیخ، فرؤیته وجھوده المتواصلة عبر رئاسته للاتحاد السعودي للملاكمة كانت عاملاً أساسيًا في رفع الملاكمة بالسعودیة إلى مستوى عالمي، بدءًا من استقطاب أكبر الأسماء، إلى خلق الفرص للملاكمین السعودیین، حيث كان ولا يزال قوة دافعة في جعل الملاكمة جزءًا من ھویة الریاضة السعودیة. وعلى المستوى الشخصي، ثقته في مسیرتي والدعم الذي وفره لي كان لھما أثر مباشر على مكاني الیوم.
اليوم الوطني
ونحن نحتفل باليوم الوطني،كيف ترى دور الشباب السعودي في رحلة التنمية وتحقيق ما بدأه المؤسسون والقادة؟
دور الشباب السعودي في رحلة التنمية اليوم مرتبط بشكل مباشر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله. في ظل هذه القيادة، دخلت المملكة مرحلة تاريخية أصبحت فيها طاقات الشباب ليس عنصرًا مساعدًا فحسب، بل هي المحور الأساسي لكل إنجاز وتغيير.
سمو ولي العهد، من خلال رؤية 2030، أوضح بشكل جلي أن أعظم ثروة في المملكة ليست النفط، بل شعبها، وخصوصًا شبابها.
هذه الرؤية فتحت الأبواب في كل القطاعات: الرياضة، والثقافة، والتقنية، وريادة الأعمال، والترفيه، وأعطت الشباب فرصة ومسؤولية ليقودوا ويبدعوا ويرفعوا اسم بلدهم بكل ثقة.
كبطل سعودي يحمل راية الوطن في محافل رياضية عالمية، كيف تعيش هذا الحدث الوطني؟ وماذا يعني بالنسبة لك؟
حمل علم المملكة العربية السعودية في المحافل الرياضية العالمية شعور لا يقاس بالفخر الشخصي فقط، بالنسبة لي، الموضوع ليس مجرد رياضة أو سعي وراء انتصار، بل هو أمانة ومعنى أكبر بكثير، فهو تمثيل لوطن كامل بُني بتضحيات وإصرار ورؤية عبر أجيال، وكل مرة أدخل فيها إلى الحلبة والعلم الأخضر معي، أشعر بأني أقف على تاريخ طويل، صاغته قيادة حكيمة وشعب عظيم.
اقرأ أيضًا: مدير عام Raffles The Palm Dubai لـ"الرجل": الفخامة تُروى بالتفاصيل.. ونصنع ذكريات لا تُنسى
2030 نقطة تحول للملاكمة
كيف دعمت رؤية السعودية 2030 رياضة الملاكمة؟
رؤية السعودية 2030 كانت نقطة تحول حقيقية لرياضة الملاكمة في المملكة، لسنوات طويلة، كانت الملاكمة تُعد رياضة محدودة الحضور، لكن بفضل رؤية وقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، ارتقت لمكانة أعلى وصارت جزءًا أساسيًا من المشهد الرياضي الوطني والعالمي.
من خلال رؤية 2030، استثمرت المملكة بشكل كبير في استضافة أكبر نزالات وبطولات الملاكمة العالمية، وجلبت أبرز الأسماء والأساطير إلى أرض السعودية. هذه الأحداث جعلت المملكة في قلب روزنامة الملاكمة العالمية، وكذلك ألهمت الشباب المحلي وخلقت منظومة حيوية حول الرياضة.
والأهم من هذا كله، أن الرؤية ركزت على تطوير المنظومة بشكل شامل، حيث أصبحت صالات ومراكز تدريب الملاكمة تنتشر في كل مكان، وأصبحت الرياضة متاحة للشباب السعودي بشكل أوسع بكثير مما كان قبل، وجرى إطلاق برامج لرعاية المواهب الناشئة، وتشجيع مشاركة النساء، وتأسيس مسارات واضحة للاعبين من مستوى الهواة وصولًا للاحتراف.
عيون العالم تلتفت للرياض
إلى أي مدى باتت الرياض وجهة رئيسة للبطولات العالمية للملاكمة؟
في فترة قصيرة جدًا، تحولت مدينة الرياض إلى واحدة من أهم الوجهات العالمية لبطولات الملاكمة، أصبحنا نشاهد السعودية تستضيف أعظم الأبطال وأكبر النزالات، لقد تغيّرت خريطة الرياضة على مستوى العالم.
هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل هو جزء من مشروع وطني أكبر تقوده رؤية المملكة 2030 بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، الرياض ليست مجرد مدينة تستضيف أحداثًا رياضية، بل أصبحت عاصمة عالمية للثقافة والترفيه والرياضة على أعلى المستويات.
من منظور عالمي، الرياض أعادت رسم جغرافية الملاكمة، لعقود طويلة، كان الجمهور ينظر لعواصم محدودة على أنها بيوت الملاكمة الكبيرة، اليوم، عيون العالم تلتفت كثيرًا للرياض، وكثير من النزالات المنتظرة يعلن عنها ووجهتها السعودية.
والجواب المباشر هو الرياض اليوم رسّخت مكانتها كعاصمة من عواصم الملاكمة العالمية، فهي ليست مستضيفًا جديدًا، بل هي لاعب رئيس يرسم مستقبل الرياضة، ومع كل حدث جديد، تعزز موقعها كمنصة تُصنع فيها الإنجازات، يُتوَّج فيها الأبطال، ويُرفع فيها علم المملكة عاليًا على الساحة الدولية.
البطاقة التعريفة:
الاسم: زياد المعيوف
مكان وتاريخ الميلاد: 2 يوليو 2000، نيويورك، الولايات المتحدة.
الهوايات: الرياضة، وتطوير الرياضيين، وعلم النفس السلوكي، وصناعة الأفلام، والإخراج، وتطوير المحتوى الإبداعي وحب الأزياء.
المهنة: ملاكم محترف، أول ملاكم سعودي محترف.
الدراسة والتخصص: بكالوريوس في علم النفس السلوكي، متخصص في علم النفس الرياضي.
الجوائز والتكريم:
- أول ملاكم سعودي محترف دوليًّا على الساحة العالمية ويحقق الفوز بالضربة القاضية
- أول ملاكم عربي محترف يشارك في حدث موسم الرياض للملاكمة
- أول ملاكم عربي وسعودي يجري توقيعه وإدارته من قبل بطل العالم أنتوني جوشوا
- أول ملاكم سعودي محترف يلعب مباراة في لندن في الصالة الشهيرة O2 Arena
- أول ملاكم عربي وسعودي محترف يلعب مباراة في بولندا في حدث عالمي لبطولة العالم
- أول ملاكم سعودي محترف يلعب مباراة في الولايات المتحدة في أول حدث دولي لموسم الرياض للملاكمة في لوس أنجلوس
Creative & Fashion Director: Jeff Aoun
Photographer: Esra Sam
Styling & Creative Direction: Ninorta Malke
Producer: Kawther Alrimawi
Groomer: Mohammed Sakroojeh
Producer Assistant : Ahmed Omar
Videographer: Abdullah Alramezan
Camera Assistant: Adam Issa
Camera Assistant: Abdulaziz Tarek
camera Assistant : Ismail Al Hassan
