لماذا قد يجعلك التراجع المهني أكثر نجاحًا مما تتخيل؟
صرح سايمون سينك (Simon Sinek)، خبير القيادة والمؤلف الشهير، قائلاً: "أعتقد أن الكثيرين يظنون أن التقدم المستمر فقط هو الطريق الوحيد للنجاح"، موضحًا أن التحركات المهنية الرجعية قد تكون مفتاحًا لإعادة اكتشاف الذات وتحقيق النجاح المهني.
وغالبًا ما يُنظر إلى الانتقال إلى وظيفة ذات أجر أقل أو التوقف عن العمل لفترة طويلة على أنه تراجع في المسار الوظيفي، لكن سينك يشبه هذه التحركات بـ"منجنيق" يدفع المسار المهني للأمام بقوة أكبر بعد التوقف المؤقت وإعادة التقييم.
وأضاف في حلقة من بودكاسته "A Bit of Optimism" مع خبير السعادة وأستاذ جامعة هارفارد آرثر بروكس (Arthur Brooks) أن السعادة المهنية تتحقق من خلال التعلم، ومتابعة الفرص التي تستمتع بها، والقدرة على التعافي من القرارات التي قد لا تنجح.
إعادة تقييم المسار المهني وتحقيق الرضا
يشير الخبراء إلى أن الطلاب والمهنيين في بداية مسارهم غالبًا ما يشعرون بالضغط لمضاهاة إنجازات أقرانهم، ما يجعل فكرة التخلف عن الركب تبدو مخيفة. ومع ذلك، يؤكد سينك أن المسار المهني ليس سباقًا نحو خط النهاية، بل عملية مستمرة من التعلم وإعادة التقييم.
ويستشهد بروكس بتجربته الشخصية: بدأ حياته كموسيقي محترف على آلة البوق، وسافر في جولات موسيقية، لكنه عاد لاحقًا للدراسة الأكاديمية في أواخر العشرينيات، ما وضعه على الطريق الصحيح لمساره المهني الحالي.
هذه الخطوة المثيرة للاهتمام تُبرز قيمة التحركات المهنية الرجعية في منح الشخص فرصة لإعادة ترتيب أولوياته، وتحديد المسار الذي يتوافق مع طموحاته وقيمه الشخصية.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تأثير الصدمات النفسية الحادة على تطور الوسواس القهري
خطوات عملية لتقييم التحركات المهنية الرجعية
لتسهيل اتخاذ قرار التحرك رجعيًا في المسار المهني، قدمت سينثيا بونغ (Cynthia Pong)، مدربة التنفيذيين، عشرة أسئلة أساسية تساعد على تقييم الوقت المناسب للتغيير، مثل: "هل فكرت في ترك مجالك غالبية أيام الأسبوع الماضي؟"، و"هل سيشجعك أحباؤك على تغيير مهنتك؟"، و"ما المهارات والقدرات الفريدة التي يمكنك تقديمها في مجال جديد؟".
تساعد هذه الأسئلة على التمييز بين الإحباط المؤقت ونمط مستمر من عدم الرضا، وتحديد ما إذا كان التحرك الرجعي، سواء عبر تغيير المجال أو العودة للدراسة، خطوة ضرورية لتحقيق التوازن المهني.
ويختتم الخبراء بالتأكيد على أن القدرة على اتخاذ تحركات مهنية رجعية دون الخوف من فقدان المال أو المكانة هي عامل رئيسي للوصول للنجاح المهني والسعادة الشخصية.
