اختفاء سوار فرعوني نادر من المتحف المصري.. ومخاوف تتصاعد حول أمن الآثار
تصاعدت حالة الجدل في مصر عقب الإعلان عن سرقة سوار بسوسنس الأول من المتحف المصري بالتحرير، في واقعة أثارت قلقًا واسعًا بشأن إجراءات تأمين المقتنيات الأثرية.
السوار الذهبي النادر، الذي يزن نحو 600 غرام، عُثر عليه ضمن كنوز مقبرة الملك في مدينة تانيس، ويُعد من أبرز مقتنيات الأسرة الحادية والعشرين.
أهميته السوار لا تتوقف عند قيمته المادية الباهظة، بل تكمن في رمزيته الدينية والتاريخية، باعتباره شاهدًا على مكانة ملك حكم في فترة دقيقة من تاريخ مصر القديمة.
وبحسب مصادر مصرية، لا تزال عمليات البحث مستمرة، لكن دون مؤشرات حتى الآن عن الجهة التي تقف وراء السرقة، ما جعل القضية في صدارة اهتمام الرأي العام.
تصريحات زاهي حواس ودعوات للحماية
في أول تعليق رسمي، أوضح وزير الآثار الأسبق زاهي حواس أن سرقة سوار بسوسنس الأول تتعلق بأصغر أساور الملك، ضمن مجموعة مكونة من أربع قطع.
وأضاف أن مثل هذه الحوادث ليست حكرًا على مصر وحدها، بل تحدث في متاحف كبرى حول العالم، مستشهدًا بسرقة نحو 2000 قطعة أثرية من المتحف البريطاني في عام 2023.
حواس دعا إلى انتظار نتائج تحقيقات النيابة العامة، التي باشرت أعمالها للوقوف على ملابسات القضية، مشددًا في الوقت ذاته على أن هذه الواقعة يجب أن تكون جرس إنذار لإعادة النظر في أنظمة الحماية والمتابعة الإلكترونية بالمتحف المصري وغيره من المتاحف الوطنية.
كما أكد خبراء آثار أن فقدان السوار يمثل خسارة فادحة، نظرًا لفرادته وقيمته الرمزية المرتبطة بتاريخ مصر العريق.
اقرأ أيضًا: المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه أمام الزوار في نوفمبر المقبل
من هو الملك بسوسنس الأول؟
يُعرف الملك بسوسنس الأول بأنه أحد أبرز ملوك الأسرة 21، وقد عُثر على مقبرته عام 1940 على يد عالم الآثار الفرنسي بيير مونيته، ورغم أهمية الاكتشاف، فإن اندلاع الحرب العالمية الثانية حال دون حصوله على الصدى الإعلامي العالمي الذي نالته مقبرة توت عنخ آمون.
من أبرز ما يميز كنوز بسوسنس الأول أنها صُنعت في معظمها من الفضة، وهو أمر نادر في الحضارة الفرعونية، ما أضفى عليها خصوصية تاريخية.
واليوم، تعيد سرقة سوار بسوسنس الأول تسليط الضوء على هذا الملك، الذي ربما لم يحظَ بالاهتمام الكافي عالميًا، لكنها أيضًا تفتح نقاشًا جديًا حول مسؤولية حماية الآثار المصرية، وضرورة اتخاذ خطوات صارمة لضمان بقاء هذه الكنوز في مأمن للأجيال القادمة.
