المحكمة العليا الهندية تأمر بالتحقيق في مركز فانتارا لأنانت أمباني
أمرت المحكمة العليا الهندية بفتح تحقيق مستقل في أنشطة مركز فانتارا للحياة البرية التابع لمؤسسة ريلاينس فاونديشن وعائلة الملياردير موكيش أمباني.
القرار جاء بعد دعاوى قضائية رفعتها منظمات بيئية وخيرية اتهمت المركز بارتكاب مخالفات تتعلق باقتناء الحيوانات بطرق غير قانونية، خاصة الأفيال، وإساءة معاملتها، إضافة إلى اتهامات للهيئة المركزية لحدائق الحيوان بالتقصير في دورها الرقابي.
يقع مركز فانتارا في بولاية غوجارات، ويعد من أبرز مشروعات عائلة أمباني في مجال حماية الحياة البرية.
يضم أكثر من 150 ألف حيوان من 2000 نوع مختلف، إضافة إلى أكبر مستشفى للفيلة في العالم يمتد على مساحة تقارب 998 فدانًا.
وتقول إدارة المركز إنها أنقذت آلاف الحيوانات، وإن مهمتها الأساسية تتمثل في "الإنقاذ وإعادة التأهيل والرعاية".
اقرأ أيضًا: تراجع حاد للعملات المشفرة يقود الأسواق للهبوط
رد رسمي من فانتارا على اتهام بارتكاب مخالفات
في بيان رسمي نقلته وكالة رويترز، أكد متحدث باسم فانتارا التزام المركز بـ"الشفافية والامتثال الكامل للقانون"، مضيفًا أنه سيتعاون بشكل كامل مع لجنة التحقيق التي عيّنتها المحكمة. وأكد البيان: "مهمتنا ستظل دائمًا إنقاذ الحيوانات وإعادة تأهيلها ورعايتها".
المحكمة شددت في قرارها على أن الأدلة المقدمة حتى الآن لا تثبت صحة الاتهامات، لكنها اعتبرت أن "العدالة تستدعي إجراء تقييم واقعي مستقل".
وبموجب القرار، ستتولى لجنة يقودها قاضٍ سابق في المحكمة العليا تقديم تقرير مفصل عن ظروف اقتناء الحيوانات، وملاءمة بيئة غوجارات المناخية لهذه الأنواع، إلى جانب التحقق مما إذا كان المركز يمثل "مجموعة خاصة للتباهي" أكثر من كونه ملاذًا للحياة البرية. ومن المقرر أن ترفع اللجنة تقريرها إلى المحكمة بحلول 12 سبتمبر المقبل.
اقرأ أيضًا: وارن بافيت يعزز رهانه على UnitedHealth ويقلص استثماراته في آبل
الجدل لم يقتصر على المستوى القانوني، بل امتد إلى الشارع المحلي، حيث شهدت ولاية ماهاراشترا المجاورة احتجاجات شعبية هذا الشهر ضد نقل فيل إلى فانتارا، بدعوى أنه جزء من الحياة الروحية لسكان المنطقة. ورغم احتجاجاتهم، أكدت مؤسسة ريلاينس أنها التزمت بقرار قضائي يفرض نقل الحيوان لرعايته طبيًا.
أهمية المشروع برزت أيضًا من خلال زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لفانتارا في مارس الماضي، حيث أشاد بالمركز واعتبره "ملاذًا آمنًا للحيوانات، يجمع بين رعاية الحياة البرية وتعزيز الاستدامة البيئية".
أنانت أمباني، نجل الملياردير موكيش أمباني والمدير التنفيذي في مجموعة ريلاينس، يقود المشروع ويشرف على عملياته اليومية. وقد اصطحب العام الماضي وسائل إعلام محلية في جولة بالمركز، كاشفًا عن مطابخ مخصصة للفيلة تُعد فيها وجبات خاصة مثل العصائر والحلويات والفشار. ومع ذلك، تبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كان المشروع يمثل حقًا إنجازًا بيئيًا وإنسانيًا، أم أنه مجرد مظهر من مظاهر الفخامة العائلية تحت ستار حماية الحياة البرية.
