وارن بافيت يعزز رهانه على UnitedHealth ويقلص استثماراته في آبل
مع اقتراب تقاعده نهاية عام 2025، خطفت تحركات المستثمر الأميركي الأسطوري وارن بافيت (Warren Buffett) الأنظار مجددًا.
أحدث إفصاحات شركة بيركشاير هاثاواي (Berkshire Hathaway) أظهرت بناء حصة جديدة بقيمة 1.6 مليار دولار في شركة التأمين الصحي يونايتد هيلث (UnitedHealth)، في وقت تعاني فيه الأخيرة من تراجع حاد في قيمتها السوقية وصل إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات.
ويأتي هذا الرهان بينما تواجه الشركة تدقيقًا تنظيميًا واسعًا، وانتقادات عامة، إضافة إلى أزمة إدارية أعقبت حادثة مقتل رئيسها التنفيذي براين طومسون (Brian Thompson) في ديسمبر الماضي.
ورغم التحديات، اعتبر محللون أن الصفقة تحمل بصمات "المدرسة البافيتية" التقليدية، القائمة على اقتناص الشركات ذات القيمة الجوهرية العالية رغم الضغوط المؤقتة. الإعلان عن دخول بيركشاير رفع أسهم UnitedHealth بنسبة 12% فورًا، ما عكس ثقة السوق في قدرة الشركة على تجاوز أزمتها.
اقرأ أيضًا: وارن بافيت يطلق أكبر تبرع في مسيرته.. هل اقتربت النهاية؟
بيركشاير تخفض حصة آبل وتراهن على شركات الإسكان
بالتوازي، واصلت بيركشاير تقليص حصتها في شركة آبل (Apple) خلال الربع الثاني من العام. ورغم أن آبل شكّلت الاستثمار الأبرز في محفظة بافيت منذ عام 2018، حيث تضاعفت قيمتها أربع مرات لتصل إلى نحو 170 مليار دولار في ذروتها، فقد قلصت بيركشاير أكثر من ثلثي هذا المركز الاستثماري، لتستقر الحصة عند 57 مليار دولار حتى 30 يونيو الماضي.
محللون وصفوا الخطوة بأنها "احترازية" في ظل ارتفاع تقييمات آبل مقارنة بنسب نموها الحالية. ورغم التخفيض، يبقى الاستثمار في آبل أحد أبرز رهانات بافيت الناجحة، إلى جانب شركات أخرى تتمتع بما يسميه "الخندق الاقتصادي" مثل كوكاكولا (Coca-Cola) وموديز (Moody’s).
كما لاقت رهانات بيركشاير الأخيرة على شركات التطوير العقاري مثل لينار (Lennar) ودي آر هورتون (DR Horton) إشادة واسعة، مع توقعات أن تستفيد هذه الشركات من الطلب القوي على الإسكان في الولايات المتحدة.
بيركشاير تراكم سيولة قياسية بقيمة 344 مليار دولار
من جانب آخر، أثار تراكم السيولة داخل بيركشاير تساؤلات واسعة، حيث ارتفع حجم النقد إلى مستوى قياسي بلغ 344 مليار دولار بنهاية الربع الثاني، بالتزامن مع صافي مبيعات للأسهم بقيمة 3 مليارات دولار، ومن دون تنفيذ أي عمليات لإعادة شراء الأسهم.
هذا التوجه فاجأ محللين كانوا يتوقعون أن تستغل بيركشاير انخفاضات السوق لاقتناص الفرص أو إعادة شراء أسهمها عندما تقل قيمتها عن التقييم الداخلي لبافيت.
يُذكر أن أسهم بيركشاير تراجعت بنحو 13% منذ إعلان بافيت قراره التقاعد مطلع مايو. بعض المحللين وصفوا سياسة "تكديس السيولة" بأنها غير مجدية للمساهمين، مطالبين بتوزيع أرباح نقدية لأول مرة في تاريخ الشركة، غير أن بافيت لطالما رفض هذا الخيار باعتباره غير فعّال.
وبحسب خبراء السوق، قد تكون بيركشاير بانتظار تقلبات أكبر في الأسواق لتبرير تحركات ضخمة أو استحواذات غير مسبوقة، وهو ما قد يشكّل الإرث الأخير لبافيت قبل مغادرته منصبه التاريخي.
