درس من بيل غيتس: كيف تحصل على عرض عمل أفضل؟
أظهر الملياردير الأمريكي بيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت، جانبًا غير معتاد من شخصيته خلال مقابلة أجراها مؤخرًا، ورغم أن التجربة بدت في ظاهرها تمرينًا مرحًا، فإنها تحولت إلى درس عملي في فن التفاوض على الرواتب وإدارة المسار المهني.
في برنامج "State of Inspiration" ، لعب غيتس دور "مبرمج مبتدئ" يسعى للحصول على وظيفة داخل مايكروسوفت. لكن إجاباته على أسئلة المقابلة، وخاصة حول الراتب المتوقع، كشفت عن فلسفة استراتيجية تعكس طريقته في التفكير وإدارة مسيرته منذ بداياته.
عندما طُلب منه تحديد توقعاته للراتب، لم يذكر رقماً محدداً، بل قال: "آمل أن تكون حزمة الخيارات جيدة. أستطيع أن أتحمل المخاطرة، وأعتقد أن الشركة لديها مستقبل عظيم، لذلك أفضل الحصول على أسهم أكثر من التعويض النقدي".
هذا الموقف أبرز توجهه نحو الاستثمار في المستقبل بدلاً من التركيز على المكاسب السريعة، مقدماً نفسه كشريك في النمو لا مجرد موظف يتقاضى راتباً.
اقرأ أيضًا: جوجل تعقد "صفقة نووية" كبرى .. ما السر وراء تزويد مراكز بياناتها بالطاقة العالية؟
فلسفة بيل غيتس كموظف
وخلال المقابلة، أضاف غيتس عبارة لافتة: "سمعت أن بعض الشركات الأخرى تدفع الكثير". لم يكن ذلك تهديدًا، بل طريقة لبقة لتذكير المحاورين بقيمته في سوق العمل، مع الحفاظ على نبرة احترام. هذه الإشارة عززت صورته كمرشح واثق بقدراته دون أن يتسم بالغرور، وهو توازن غالبًا ما يفتح الأبواب في التفاوض أكثر من الأسلوب المباشر.
وفي رده على سؤال "لماذا يجب أن نوظفك؟"، لم يكتفِ بالحديث عن مهاراته التقنية، بل قال: "أعتقد أنني تحسنت مع مرور الوقت، وأظن أنني أستطيع العمل بشكل جيد مع الآخرين". هذا الجواب أبرز أنه لا يعتمد فقط على كفاءته الفردية، بل يقدم نفسه كعنصر قادر على التطور والانسجام مع الفريق، وهي قيمة أساسية تبحث عنها الشركات.
اقرأ أيضًا: أداة الترجمة من ميتا تكسر حاجز اللغة على إنستغرام وفيسبوك
ورغم كونه أحد أبرز رجال الأعمال في العالم، لم يتردد غيتس في التذكير بقاعدة يعتبرها جوهرية: "النجاح معلم سيئ، فهو يغري الأذكياء بالاعتقاد أنهم لا يمكن أن يخسروا". هذه الرؤية سلطت الضوء على أهمية التواضع حتى في مواقف التفاوض التي قد يبدو فيها المرشح في موقع قوة.
تجربة غيتس في هذه المقابلة التمثيلية لم تكن مجرد دور عابر، بل عكست أسلوبه الحقيقي في إدارة مسيرته منذ تأسيس مايكروسوفت. فقد بنى فلسفته على الاستثمار في المستقبل، والثقة المتوازنة، والتعاون مع الآخرين، وهي مبادئ تجعل منه نموذجًا عمليًا لكل من يسعى إلى تطوير مساره المهني وصياغة تفاوض ناجح.
وبهذا، يثبت بيل غيتس أن التفاوض الناجح ليس مجرد أرقام، بل رؤية شاملة تجمع بين الطموح الشخصي والنمو المشترك مع المؤسسة.
