"إينيموري".. عادة يابانية تدعم إنتاجية الموظفين
تزايد الاهتمام في اليابان خلال السنوات الأخيرة بظاهرة القيلولة المكتبية، التي تحولت من سلوك فردي بسيط إلى ممارسة منتشرة في أماكن العمل.
وبحسب ما أورده موقع Wealth، يُطلق اليابانيون على هذه الممارسة اسم "إينيموري"(Inemuri)، أي الغفوة القصيرة التي تحدث أثناء التواجد في المكتب أو خلال التنقل.
ولم تعد هذه العادة تُصنَّف كمؤشر على الكسل، بل تحولت إلى جزء من ثقافة العمل اليومية، إذ يُنظر إليها كوسيلة عملية لاستعادة الطاقة الذهنية والجسدية في بيئات تشتهر بالضغوط العالية وساعات العمل الممتدة.
حلول مبتكرة للشركات
تشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من 56% من البالغين في اليابان ينامون أقل من سبع ساعات يوميًا، وهو معدل أقل من الموصى به صحيًا.
هذا النقص في النوم جعل الحاجة إلى قيلولة منتصف اليوم أمرًا شائعًا بل ضروري، إذ تساعد الموظفين على مواصلة عملهم بكفاءة أكبر.
وفي ظل ثقافة العمل المكثف، باتت القيلولة المكتبية مقبولة اجتماعيًا، وأُعيد تعريفها كأداة لمكافحة الإرهاق ودعم الإنتاجية بدلًا من النظر إليها كسلوك سلبي.
سعيًا لتلبية احتياجات موظفيها، بدأت بعض الشركات في الاستثمار بحلول مبتكرة.
ففي عام 2024، طرحت كبائن نوم عمودية عُرفت باسم "Giraffenap"، صُممت خصيصًا لتوفير بيئة آمنة ومريحة لأخذ قيلولات قصيرة في مكان العمل.
وتُباع الوحدة بسعر يقارب 3 ملايين ين، ما يعكس حجم الاهتمام المؤسسي بتوفير وسائل تساعد الموظفين على التعافي دون الحاجة لمغادرة المكتب.
اقرأ أيضًا: ليزا سو تنتقد زوكربيرغ: الموظفون ليسوا تروسًا في الآلة
فوائد على الصحة والإنتاجية
تؤكد دراسات علمية أن القيلولة القصيرة يمكن أن تساهم في تحسين الذاكرة وزيادة التركيز، إلى جانب تقليل مستويات التوتر والإجهاد.
ومن هذا المنطلق، أصبحت القيلولة المكتبية في اليابان استثمارًا مباشرًا في صحة الموظفين، وأداة لتعزيز الأداء في بيئة عمل تنافسية. هذه الممارسة تسهم كذلك في رفع مستويات الرضا الوظيفي، وتساعد الشركات على خلق بيئة أكثر مرونة واستدامة.
تعكس الظاهرة جانبًا من الفلسفة اليابانية التي توازن بين الجهد المبذول والحاجة للراحة القصيرة لضمان استمرارية العطاء. ففي حين قد تُعتبر القيلولة في أماكن العمل بدول أخرى نوعًا من التقاعس، تُقدَّم في اليابان كرمز للالتزام والقدرة على الاستمرار.
ومع تبني الشركات لهذه العادة رسميًا، أصبحت القيلولة المكتبية عنصرًا أساسيًا في بنية العمل الحديثة، ومرشحة للانتشار على نطاق أوسع مع استمرار التركيز على الصحة والإنتاجية.
