دراسة: نصف مليون دولار تحدد معيار الرفاهية المالي وسط ارتفاع الأسعار
كشف تقرير حديث أن أصحاب الدخول المرتفعة لم يعودوا ينظرون إلى رواتبهم باعتبارها كافية للشعور بالاستقرار المادي، رغم وصولها إلى مستويات عالية، إذ أظهر الاستطلاع أن تحقيق الراحة المالية يتطلب دخلاً سنويًا لا يقل عن 500 ألف دولار.
قبل عقدين فقط، كان الدخل الذي يقترب من 170 ألف دولار يُعد كافيًا لتصنيف صاحبه ضمن الطبقة الميسورة، لكن مع تصاعد تكاليف الحياة، تراجع هذا الرقم بشكل ملحوظ ولم يعد يواكب متطلبات الواقع الاقتصادي الحالي.
بحسب التقرير الصادر عن Clarify Capital، فإن ما يقارب 60% من أصحاب الدخول المرتفعة لا يشعرون بالنجاح المادي.
النساء بدت أكثر تأثرًا من الرجال، حيث عبّرت 60% منهن عن هذا الشعور مقابل 56% من الرجال عند نفس مستوى الدخل.
وأوضح الاستطلاع أن الرقم الأكثر تكرارًا كحد أدنى للشعور بالراحة بلغ 500 ألف دولار سنويًا، وهو ما اختاره نحو ربع المشاركين.
لكن هذه الرواتب تبقى نادرة للغاية؛ إذ لا تمثل سوى أقل من 1% من الوظائف المتاحة وفقًا لتحليل صادر عن ADP.
اقرأ أيضًا: أنواع الشخصيات المالية وتأثيرها على أساليب الإدارة ونجاح الأعمال
كيف أثرت ضغوط المعيشة على مفهوم الثراء
التقرير أشار إلى أن نحو 85% من أصحاب الدخول العالية يعانون من القلق والضغط النفسي بسبب ارتفاع الأسعار.
كما أن أنماط الحياة الفاخرة المعروضة على وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من حدة الضغوط، حيث يشعر كثيرون بالحاجة إلى مجاراة أنماط استهلاكية تتجاوز قدراتهم.
ويظهر ذلك بشكل أكبر لدى جيل الشباب، إذ أقر 79% منهم بتأثرهم بتلك الضغوط، مقابل 63% من النساء بشكل عام.
الأرقام تبرز التحول الكبير في مفهوم الثراء، ففي منتصف العقد الأول من الألفية، كان دخل يقارب 170 ألف دولار كافيًا لتصنيف صاحبه ضمن الطبقة العليا، أي أقل بنحو 330 ألف دولار من الحد الأدنى الذي يراه كثيرون اليوم ضروريًا للشعور بالراحة المالية.
كذلك، ارتفعت تكاليف الغذاء والإيجارات بشكل ملحوظ؛ إذ يلجأ 70% من ذوي الدخول المرتفعة للتسوق من متاجر التخفيضات لتغطية احتياجاتهم اليومية، فيما ارتفعت الإيجارات بأكثر من 25% منذ عام 2020 وفق بيانات مؤشرات الأسعار.
حتى المتقاعدون لم يسلموا من الضغوط، حيث أظهر استطلاع أُجري عام 2025 أن 92% من المتقاعدين قلقون من تأثير التضخم على قيمة مدخراتهم، بينما أكد 45% منهم أن نفقات المعيشة بعد التقاعد تجاوزت توقعاتهم بكثير.
النتائج تعكس معضلة متنامية: الدخل المرتفع لم يعد كافيًا لتحقيق الاستقرار المالي، ففي ظل ارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية للأصول، يبحث أصحاب الدخول العالية عن تعريف جديد للراحة المعيشية، ويبدو أن بلوغها يحتاج إلى نصف مليون دولار على الأقل سنويًا.
