ماذا تكشف ألوان الأسنان ومعانيها عن صحتك؟
حذّر خبراء الأسنان من بعض الممارسات الشائعة في تنظيف وتبييض الأسنان، والتي قد تبدو للبعض آمنة لكنها في الواقع تُلحق أضرارًا دائمة.
فقد أوضح الدكتور بن أتكينز (Ben Atkins)، طبيب أسنان مقيم في مانشستر وعضو مجلس أمناء مؤسسة صحة الفم البريطانية، أن شرب الماء الدافئ بالليمون يذيب طبقة المينا ويجعل الأسنان أكثر عرضة للاسوداد بمرور الوقت، بحسب ما نشر في موقع Daily Mail البريطاني.
وفي السياق نفسه، حذّرت الدكتورة رونا إسكندر (Rhona Eskander)، الحاصلة على جائزة أفضل طبيب أسنان شاب في المملكة المتحدة، من الاعتماد على الفحم أو الخل كوسائل طبيعية للتبييض، مؤكدة أنها مواد كاشطة تسبب تآكلًا دائمًا في سطح الأسنان لا يمكن إصلاحه.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ انتقد الأطباء أيضًا معاجين الأسنان "الخالية من الفلورايد"، مشددين على أن الفلورايد عنصر وقائي أساسي ضد التسوس، وأن الاستغناء عنه يعرّض الأسنان لمشكلات صحية مستقبلية.
هذه التحذيرات مجتمعة تؤكد أن العناية بالفم يجب أن تقوم على أساليب علمية مثبتة لا على تجارب غير مضمونة.
اقرأ أيضًا: وزارة الموارد البشرية تبدأ رفع نسب التوطين في الصيدلة والأسنان والهندسة
دلالات ألوان الأسنان على الأمراض
أوضح أخصائي تكنولوجيا الأسنان ألين تشانغ (Allen Zhang) أن متابعة ألوان الأسنان ومعانيها يساعد على اكتشاف أمراض قد تكون في مراحلها المبكرة.
فاللون الأصفر قد يكون ناتجًا عن الإفراط في القهوة والشاي، لكنه أحيانًا يرتبط بمشكلات الكبد نتيجة تراكم البيليروبين. أما اللون الرمادي الباهت فيمكن أن يشير إلى موت السن بسبب إصابة سابقة، أو إلى أمراض مثل الداء البطني (السيلياك) الذي يعطل تكوين المينا.
ويمثل ظهور بقع بنية علامة مبكرة على التسوس، بينما الخطوط البنية ترتبط غالبًا بالاستهلاك المفرط للفلورايد خلال الطفولة.
كما أن البقع البيضاء الطبشورية تعد مؤشرًا لبداية تسوس أو عيب في المينا، في حين أن اللون الأسود يعكس نخرًا متقدمًا أو موت لب السن، وقد يدل أحيانًا على التعرض للمعادن الثقيلة.
أما المينا المرقطة وغير المنتظمة فهي إشارة إلى اضطرابات وراثية مثل خلل تكوين المينا (Amelogenesis Imperfecta).
اقرأ أيضًا: معجون أسنان مبتكر من الشعر البشري يعالج التسوس
خطورة إهمال صحة الفم
صرّح تشانغ بأن إهمال متابعة ألوان الأسنان ومعانيها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل فقدان الأسنان أو التهابات قد تهدد الحياة. وأكد أن استخدام أدوات بسيطة مثل الكاميرات الفموية يساعد على رصد التغيرات اللونية في وقت مبكر، مما يتيح التدخل العلاجي قبل تفاقم المشكلة.
وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) إلى أن أكثر من 3.7 مليار شخص حول العالم يعانون من أمراض فموية غير معالجة، ما يوضح حجم الأزمة الصحية المرتبطة بالفم والأسنان.
لذلك، ينصح الخبراء بضرورة الفحص الدوري لدى طبيب الأسنان، مع الالتزام باستخدام معاجين تحتوي على الفلورايد، وتجنب التجارب غير العلمية في التبييض أو التنظيف. وبذلك، يصبح الانتباه إلى ألوان الأسنان ليس مجرد خطوة جمالية، بل وسيلة وقائية أساسية للحفاظ على الصحة العامة.
