كيف يعيش الإنسان 100 عام؟ دراسة تكشف سر العمر الطويل
في دراسة حديثة أجراها باحثون في السويد، توصل العلماء إلى نتائج مثيرة تكشف جانبًا جديدًا من أسرار العيش حتى سن المئة.
وأوضحت النتائج أن من يتمكنون من بلوغ هذا العمر يتمتعون بقدرة استثنائية على تجنب الإصابة بالأمراض الكبرى أو تأخر تراكمها مقارنة بغيرهم، وهو ما يتحدى الاعتقاد السائد بأن التقدم في العمر يرتبط حتمًا بزيادة المشكلات الصحية المزمنة.
ووفقًا لصحيفة Daily Mail، أوضحت الدراسة أن المعمّرين يتمتعون بصحة بدنية وعقلية قوية رغم تجاوزهم متوسطات العمر المعتادة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول تأثير نمط الحياة والعوامل البيولوجية في تفسير هذه الظاهرة.
كما لفت الباحثون إلى أن ما يُعرف بـ "المناطق الزرقاء" حول العالم، مثل "أوكيناوا" Okinawa في اليابان، "سردينيا" Sardinia في إيطاليا، "نيكويا" Nicoya في كوستاريكا، "إيكايا" Ikaria في اليونان، ولوماليندا (Loma Linda) في كاليفورنيا، تضم مجتمعات تتميز بطول العمر، ويرتبط ذلك بعادات غذائية وصحية ونفسية تعزز فرص العيش لفترات أطول وبصحة أفضل
أقرأ أيضًا: دراسة تكشف أن الرجال في منتصف العمر الأكثر ارتكابًا لهذا النوع من الجرائم
أنماط التغذية في المناطق الزرقاء
تُعرف "المناطق الزرقاء" حول العالم بكونها موطنًا لأشخاص يتمتعون بأعمار أطول وصحة أفضل مقارنة بمتوسط سكان العالم، ويعود ذلك إلى اتباعهم عادات حياتية بسيطة لكنها فعّالة.
فقد كشفت دراسة سويدية أن هؤلاء السكان يلتزمون بأسلوب حياة يشمل تناول الغذاء النباتي بشكل أساسي، ممارسة النشاط البدني يوميًا، والحفاظ على الروابط العائلية والاجتماعية القوية.
وتحتل التغذية مكانة محورية في حياتهم، إذ يعتمد نظامهم الغذائي على الخضروات، الحبوب الكاملة، المكسرات، والبقوليات مثل العدس والفاصوليا، بينما يستهلكون اللحوم بمعدل لا يتجاوز خمس مرات شهريًا.
ففي سردينيا مثلًا، يتبع السكان نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًّا بالحبوب الكاملة والخضروات، إلى جانب ثمار الجوز التي تُعد مصدرًا مهمًا للعناصر الغذائية الداعمة لصحة القلب والدماغ.
كما يتمسك سكان هذه المناطق بقاعدة صحية فريدة تُعرف باسم "قاعدة الـ 80%"، حيث يتوقفون عن الأكل عندما تصل نسبة شعورهم بالشبع إلى 80% فقط، ما يقلل من خطر الإفراط في الطعام ويساعد على الوقاية من السمنة والأمراض المزمنة.
وفي أوكيناوا، يُطبق هذا المبدأ من خلال مفهوم "هارا هاتشي بو"، الذي يرسخ ثقافة الاعتدال في تناول الطعام كوسيلة للحفاظ على الصحة والعمر المديد.
أثر النشاط البدني والعلاقات الاجتماعية على طول العمر
يشكّل النشاط البدني ركيزة أساسية في أسلوب الحياة داخل "المناطق الزرقاء"، حيث يُدمج بشكل طبيعي في الروتين اليومي للسكان.
ففي "سردينيا"، يعد المشي لمسافات طويلة جزءًا لا يتجزأ من حياتهم، مما يساهم في الحفاظ على لياقتهم البدنية وإطالة أعمارهم.
أما في لوماليندا بولاية كاليفورنيا، فيمارس السكان أنشطة رياضية متنوعة، مثل المشي السريع والذهاب المنتظم إلى صالات الرياضة، وهو ما يساعدهم على تعزيز الصحة الجسدية والحفاظ على النشاط الذهني.
أقرأ أيضًا: رسميًا.. تشيلسي يضم الهولندي الواعد جوريل هاتو بعقد طويل الأمد (فيديو)
كما تلعب الروابط العائلية والاجتماعية دورًا حاسمًا في حياة هؤلاء السكان.
ففي كثير من هذه المجتمعات، تعيش الأسر في منازل متعددة الأجيال، حيث يشارك الأجداد في رعاية الأحفاد، ما يخلق بيئة داعمة ومترابطة.
وتظهر الدراسات أن هذا النسيج الاجتماعي القوي يحمي من الأمراض النفسية والعقلية، ويساهم في تحسين جودة الحياة وزيادة فرص العيش لفترة أطول.
ومن العوامل الجوهرية التي ترتبط بطول العمر امتلاك هدف واضح في الحياة. ففي "أوكيناوا"، يُعرف هذا المفهوم باسم "إيكيغاي"، أي السعي وراء أنشطة تمنح الفرد شعورًا بالمعنى والسعادة.
وتشير الأبحاث إلى أن امتلاك هذا الهدف يعزز الصحة النفسية والجسدية، ويخفض من خطر الوفاة المبكرة، مما يمنح الإنسان حياة أطول وأكثر رضا.
