دراسة عالمية تفسر ميل البعص لتصديق نظريات المؤامرة
أظهرت دراسة دولية حديثة، نُشرت في المجلة الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي، أن الأفراد الذين يميلون لرؤية أنفسهم كضحايا لظلم شخصي أكثر عرضة لتبني نظريات المؤامرة، بما في ذلك تلك المتعلقة بتغيّر المناخ واللقاحات.
قاد البحث دانيال توريبيو-فلوريس Daniel Toribio-Flórez من جامعة كِنت، بالتعاون مع أكثر من 70 باحثًا من مؤسسات في أوروبا والأميركتين وآسيا وأوقيانوسيا. في المرحلة الأولى، استخدم الباحثون بيانات من استطلاعين في ألمانيا شملوا 743 مشاركًا من أعمار وخلفيات متنوعة. قاس المشاركون درجة
أقرأ أيضًا: حرائق ضخمة تجتاح أوروبا وسط موجة حر قياسية (فيديو)
الحساسية للعدالة من منظور الضحية عبر مقياس مكون من عشرة أسئلة، إلى جانب مقياس مكون من خمسة أسئلة لقياس الميل العام لتصديق المؤامرات. النتائج أظهرت ارتباطًا إيجابيًا صغيرًا إلى متوسط بين الشعور بالاضطهاد الشخصي والميل إلى التفكير المؤامراتي، حتى بعد ضبط سمات مثل انعدام الثقة والحاجة إلى السيطرة والانتماء السياسي.
كيف يرتبط الشعور بالظلم الشخصي بالإيمان بالمؤامرات؟
وسع الفريق البحثي نطاق الدراسة من خلال مشروع Trust in Science and Science-Related Populism (TISP) ManyLabs، حيث جمعوا بيانات من نحو 15 ألف مشارك في 15 دولة، من بينها أستراليا وألمانيا والمكسيك والولايات المتحدة.
استخدم الاستبيان مقياسًا مختصرًا من سؤالين لقياس الحساسية للظلم الشخصي، إضافة إلى ثلاثة مقاييس للإيمان بالمؤامرات: الاعتقاد العام بأن السلطات تخفي الحقيقة، ونظرية مؤامرة تغيّر المناخ، ونظرية مؤامرة اللقاحات.
أظهرت التحليلات الإحصائية أن الحساسية الفردية للظلم ارتبطت بشكل ثابت بمستويات أعلى من الإيمان بالمؤامرات داخل معظم الدول، وكان الارتباط أقوى مع المعتقدات العامة وأضعف مع نظريات المناخ. حتى بعد ضبط العوامل الديموغرافية والانتماء السياسي ومستوى التدين، بقي هذا الارتباط قائمًا، ما يشير إلى أن الشعور بالاضطهاد الشخصي يلعب دورًا مستقلًا عن العوامل الأخرى.
لماذا يختلف ارتباط الاضطهاد بالمؤامرات بين الدول؟
أوضحت الدراسة أن قوة العلاقة بين الشعور بالاضطهاد الشخصي والميل إلى تصديق نظريات المؤامرة تختلف من بلد لآخر. ففي دول مثل الولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا، كانت العلاقة أقوى بكثير، بينما كانت ضعيفة أو شبه معدومة في دول مثل كوستاريكا وتشيلي وكولومبيا.
أقرأ أيضًا: بيتكوين تكسر حاجز 30 ألف دولار.. وحديث عن مؤامرة أمريكية
بحث الباحثون في تأثير عوامل مثل الثروة الوطنية، وعدم المساواة، ومستوى الفساد، والثقافة السائدة بين الفردية والجماعية، والتجارب التاريخية للعنف أو القمع السياسي، إلا أنهم لم يجدوا سببًا واضحًا يفسر هذه الفروق.
وأشاروا إلى احتمال أن تكون المجتمعات الفردية أكثر عرضة لظهور هذا الارتباط، لكن النتيجة لم تكن حاسمة. وأكد الفريق البحثي أن طبيعة الدراسة الارتباطية لا تسمح بالجزم باتجاه العلاقة، أي ما إذا كان الشعور بالاضطهاد يؤدي إلى تبني نظريات المؤامرة أو أن الإيمان بالمؤامرات يزيد من الشعور بالاضطهاد، داعين إلى المزيد من الأبحاث التجريبية لاستكشاف هذه الديناميكية.
