دراسة تكشف أعراض انسحاب تناول هرمونات التستوستيرون
كشفت دراسة جديدة أن الأعراض التي يعاني منها الرجال بعد التوقف عن تناول الستيرويدات (وهي الأدوية الاصطناعية التي تشبه هرمون التستوستيرون)، مثل الضعف الجنسي والاكتئاب، ترتبط بالأعباء النفسية أكثر من ارتباطها بتغيرات مستويات الهرمونات.
وتؤكد هذه النتائج أهمية تقديم الدعم النفسي للأشخاص الذين يسعون للتوقف عن تعاطي الهرمونات.
اقرأ أيضًا: هرمون الهوية: كيف يُعيد التستوستيرون تشكيل ثقة الرجال لحظة بلحظة؟
أوضحت الدكتورة بوني غرانت، زميلة البحث في كلية إمبريال في لندن، أن الدراسة أظهرت أن العبء النفسي كان العامل الوحيد المرتبط بشكل مستقل بهذه الأعراض، في حين لم تكن هناك علاقة تذكر مع مستويات الهرمونات. وقالت غرانت خلال مؤتمر "ENDO 2025" الذي عقدته الجمعية الأمريكية للغدد الصماء: "هذا يسلط الضوء على أهمية التدخلات النفسية في إدارة المرضى الذين يرغبون في التوقف عن تناول الهرمونات".
أثر تناول أدوية الستيرويدات
كما أشارت إلى أن تناول أدوية الهرمونات يعد مشكلة عالمية متزايدة، حيث أظهرت الدراسات أن حوالي 6.4% من الرجال في جميع أنحاء العالم يتناولون الستيرويدات، وتتزايد هذه النسبة إلى 20% بين مستخدمي الصالات الرياضية الترفيهية.
ورغم أن الدافع وراء هذا التناول هو تحسين الصورة الجسدية وزيادة العضلات، فإن هذه الممارسة مرتبطة بمعدل وفيات أعلى بثلاث مرات، ناتج غالبًا عن مشكلات قلبية مثل اعتلال عضلة القلب أو الانتحار.
على الرغم من تأثيرات التوقف المفاجئ عن الستيرويدات على مستويات التستوستيرون، فإن الدراسات حول آثار التوقف عن استخدامها كانت نادرة. وقالت غرانت: "لاحظنا من خلال خبرتنا أن العديد من الرجال، عند التوقف عن تعاطي الستيرويدات، يواجهون أعراضًا كثيرة، منها الاكتئاب وفقدان القدرة الجنسية. أردنا معرفة ما الذي يتنبأ بهذه الأعراض".
في دراستهم التي شملت مجموعة من الرجال في المملكة المتحدة، حيث يُسمح باستخدام الستيرويدات للاستخدام الشخصي غير الموصوف، قام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: 50 شخصًا غير مستخدمين، و125 شخصًا حاليًا مستخدمين، و90 شخصًا توقفوا عن استخدامها في السنة الماضية.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين توقفوا عن استخدام الستيرويدات كانوا يعانون بشكل أكبر من الاكتئاب والقلق مقارنة بالأشخاص غير المستخدمين.
كما أظهرت النتائج أن انخفاض مستويات التستوستيرون لم يكن العامل الوحيد في التنبؤ بالأعراض النفسية، بل كان العبء النفسي، مثل الاكتئاب والقلق، هو العامل الرئيس. وأكدت غرانت أنه من الضروري توجيه اهتمام أكبر للجانب النفسي في معالجة أعراض الانسحاب من تناول الستيرويدات.
